أبوليوس
Volume 8, Numéro 1, Pages 26-37
2021-01-31

الشخصية الفانطاستيكية

الكاتب : آيت لعميم محمد .

الملخص

الملخّـص: الشخصية الفانطاستيكية( ) شخصية مثل باقي الناس، فهي مبدئيا أبعد من أن تكون من طينة الأبطال، بل هي فارغة. فالخواء المحايث للشخصية هو الذي يشكل تحديدا الشرط الأولي للحكاية الفانطاستيكية. وإذا كان بالإمكان للظاهرة أن تتجلى لأيّ شخص، فلا يستبعد أن نكون نحن أيضا من ضحاياها، ولكي يكون الأثر الفانطاستيكي فعالا سيكون في حاجة إلى هذا التماهي التلقائي. تكون الشخصية في الرواية الفانطاستيكية أقل أهمية، في حين أنّ الظاهرة تكون ذات أهمية كبيرة. والبطل الفانطاستيكي يكون دائما وحيدا، فهو متشبث دائما بعزلته الاجتماعية والعاطفية والثقافية، إذ بدون عزلته لا وجود للفانطاستيك. لقد ازدهر هذا الجنس الأدبي في روسيا وإنجلترا والولايات المتحدة، لأنّ هذه الدول ترتكز على قانون عرفي، مما يولد وضعيات متناقضة، إذ القانون العرفي يعج بالمفارقات، وبذلك ينتج وضعيات مفارقة. عكس فرنسا مثلا التي سارعت لتنظيم بنياتها القانونية، ولذلك لم تسهم في بلورة أدب فانطاستيكي إلاّ نادرا. وليس من قبيل الصدفة أن يكون جل الكتاب الفانطاستيكيين الأساسيين رجال قانون، مثل هوفمان، ولوفانو، ستيفنسن. تنشأ الظاهرة الفانطاستيكية في شروط محددة، تنتج في فراغ قانوني بالخصوص. يتأسّس الفانطاستيك جوهريا على العلاقة بين الشخصية والظاهرة، إذ كل عنصر خارجي بما في ذلك المرأة غير مرغوب فيه، أو أنّه يشكل عقبة. فالمرأة والطفل غالبا لا يشكلان شخصية فانطاستيكية، لأنّ المرأة تشتمل على شيء ما من الظاهرة، في حين أنّ الطفل لا يصلح أن يلعب دور الشخصية الفانطاستيكية لأنّه حينما يدخل في اتصال مع الظاهرة فإنه لا يجد فيها أيّ غرابة تذكر، بل إنّه يدمجها في عالمه الخيالي الخاص، ومن ثمّ يفرغها من طابعها الخارق.

الكلمات المفتاحية

الأدب، القص، الشخصيّة، الفانطاستيـك،