مقاربات
Volume 7, Numéro 1, Pages 49-56
2021-03-16

الأدب التفاعلي و جماليات التلقي: فعل القراءة و إعادة بناء المعنى.

الكاتب : بلحاحي فتيحة .

الملخص

مرَّ النص الأدبي بمراحل هامة جعلته يمتطي صهوة الصدارة في تأثيث عوالم المناهج النقدية الحداثية ، فمن الشفاهية نحو الكتابية أو التدوين وصولا إلى الرقمية ، فمن رحم التكنولوجيا ولد ما يسمى بالأدب التفاعلي أو الرقمي الذي تجاوز نمطية الوسيط الورقي معتليا مصاف الوسيط الالكتروني في انتاج النص و تقديمه للمتلقي مزاوجا بين اللغة و الصوت و الصورة و الحركة .. يتفق الأدب التفاعلي و نظرية التلقي في محاولة إبراز الدّور الأساس الذي يؤديه المتلقي في عملية بناء المعنى، حيث كسّرت حاجز الصّمت المطّبق و التهميش الذي يعانيه المتلقي و تبيان علاقته بالنص الأدبي،والكشف عن جمالياته،وكيفية تلقيه ،و بالتالي أمست السلطة للقارئ الذي يتخطّى حدود البنية اللّغوية المغلقة إلى عوالم وفضاءات واسعة القراءة والتأويل، ركّز " فولفانغ إيزر" في طروحاته على قضية التفاعل بين النص و القارئ لأن نقطة البدء في نظريته الجمالية هي تلك العلاقة الدياليكتية التي تجمع بين النّص والقارئ وتقوم على جدلية التفاعل بينهما في ضوء استراتيجيات عدة. و عليه تروم هذه الورقة البحثية الحديث عن القارئ / المتلقي التفاعلي أو الرقمي الذي يعد حجر أساس الأدب التفاعلي و محور العملية الابداعية؛ لما يكون فاعلا في عملية القراءة و معيدا لانتاج النص ، يكيِّفه كيفما يشاء ، فشكَّل محور الالتقاء بين نظرية التلقي و الأدب التفاعلي و بهذا نكون أمام كتابة جماعية للنص الأدبي ( رواية ، قصة ، مسرحية ، قصيدة...) يتشارك فيها كل من المؤلف و القارئ، فبفعل القراءة تتحقق فنية و جمالية النص التفاعلي ،إذ تكمن الفنّية في النّص المتحقّق عبر النّسيج اللّغوي وما يتضمّنه المؤلّف في نصّه، أمّا الجمالية فتّبرز من خلال ما ينجزه القارئ عبر عملية القراءة، و يكتمل العمل الإبداعي الذي لا سبيل لتحقيقه إلّا من خلال التّفاعل المتبادل بين نصّ المؤلّف والقارئ .

الكلمات المفتاحية

الادب ; التفاعلي ; جماليات ; فعل ; القراءة ; بناء