مجلة الباحث الاجتماعي
Volume 16, Numéro 1, Pages 357-368
2020-12-20

دور الاستشراف الاستراتيجي في استقرار المؤسسة الاقتصادية الجزائرية

الكاتب : Allout Aoumeur .

الملخص

تظهر أحد أبعاد عقلانية السلوك الإنساني عند تفاعله مع البيئة المحيطة به؛ وحماية مصالحه ومواجهة المخاطر المحيطة به، غير أنه باعتباره كائنا اجتماعيا؛ فإنّ تلك العقلانية الموجّهة للحماية الشخصية تتراجع؛ ليحل محلّها شكل آخر من العقلنة المتعلّقة بالسلوك الجمعي الموجه لحماية المصالح المشتركة، وقد تطور التفكير في هذا "السلوك الجمعي" عبر عدة مدارس بداية من كتاب فن الحرب لدى لاوتسو، لتنتقل ممارسته بعد الحرب العالمية الثانية من المجال العسكري إلى المجال الاقتصادي، فتمارسه الشركات الكبرى لضمان حصتها في الأسواق واستباق التغيرات لضمان الاستقرار، حيث تمّ دمج الاستشراف في الإستراتيجيا، بمساهمة عدة مؤسسات علمية واقتصادية وعسكرية، بهدف المحافظة على المكانة السوقية للمؤسسات. وفي ظل هذا الوضع العالمي التنافسي للشركات الدولية، تعاني المؤسسات الاقتصادية الجزائرية من غياب المنظور الاستشرافي؛ الذي ينبّه للفرص والأخطار المحيطة بالمؤسسة؛ ويساعد على حماية المصلحة المشتركة للفاعلين داخلها، كما لا يمكن أن نعزو كامل الفشل للتسيير الداخلي للمؤسسات بينما هي في حد ذاتها تخضع لتسيير تكنو-بيروقراطي مركزي، حيث يبيّن تقرير التنمية الإنسانية العربية 2016 أنّ من أهم أسباب فشل سياسات التوظيف هو قواعد العمل التي وضعت في ستينات وسبعينات القرن الماضي في إطار نسق تسييري مغلق، ما أعاق تفاعل المؤسسات الاقتصادية مع التحولات الاقتصادية الدولية، وثبّط نشأة مؤسسات صغيرة وتنشيط الاقتصاد ككل. ومن ثم افترضنا أنّ غياب المنظور الاستشرافي هو ما جعل الاستراتيجيات الفردية والآنية تسيطر على الوضع العام للمؤسسة الاقتصادية الجزائرية وتضعف من قدراتها التنافسية. ومع الانفتاح الجزائري على السوق الدولية نتساءل؛ إلى أيّ مدى يمكن أن يساعد الاستشراف الاستراتيجي المؤسسي في توجيه الاستراتيجيات الفردية للفاعلين داخل المؤسسات؛ واستقرار المؤسسة الاقتصادية؟

الكلمات المفتاحية

البيروقراطية ; استقرار المؤسسة ; النسق المفتوح ; الاستشراف الاستراتيجي