قضايا تاريخية
Volume 5, Numéro 3, Pages 109-139
2020-12-25

نكبة الجزائر صائفة 1830 بين العدوان الخارجي و قابلية الاستعمار .

الكاتب : تواتي دحمان .

الملخص

غلب على دراسة تاريخ الجزائر الحديث و المعاصر في العقود الأربعة التي تلت تاريخ الاستقلال ، ارتفاع أصوات القائلين بالمؤامرة الخارجية ، و يرد هؤلاء كل عوامل الإخفاق و الهزيمة إلى كيد و تآمر المستعمر الفرنسي، و يغفلون بذلك عن تحديد المسؤوليات الحقيقية ، اذ أصبح نقد الاستعمار مقياس الإخلاص و الوطنية ،و ملجأ لكل من يخفق في مهامه و مسؤولياته ،اذ يتهربون من تحديد الأخطاء و عوامل الإخفاق الداخلية ،التي أوجدت الظروف المناسبة لنجاح العدوان الخارجي ، و بدون شك سينمي هذا عندهم قصورا في فهم التاريخ و السنن المتحكمة فيه . إن تجاهل تحديد الأسباب الحقيقة ، بدعوى بناء الروح الوطنية أو لمبرر آخر، قد يؤدي الى إضعاف حاسة النقد الذاتي الإيجابي ، مما يوقعنا مستقبلا في نفس الأخطاء التاريخية المميتة . وقد كان الاحتلال الفرنسي للسواحل الجزائرية صائفة عام 1830، أحد المنعرجات الخطيرة في تاريخنا الحديث، وهي نكبة بجميع المقاييس ، لم يعادلها في تاريخ نكبات المسلمين ، إلا ما وقع في الأندلس نهاية القرن الخامس عشر. وقد تبع سقوط الدولة الجزائرية ، شروع المستعمر في تطبيق برنامج متكامل ، لتفكيك بنية المجتمع الجزائري ، و إعادة تشكيله بمسخ هوية الشعب الجزائري، و فصله عن محيطه العربي الإسلامي ، و لا تزال الآثار السلبية لهذا المخطط الرهيب مستدامة ،و تمنع المجتمع الجزائري من ازالة عوامل التخريب التي مست الهوية في بعديها التاريخي و اللغوي. إن جوهر هذه الدراسة محاولة للإجابة عن الإشكال الآتي : ما هي مؤشرات الانهيار الداخلي ،التي عجلت نهاية الدولة الجزائرية عام 1830 ؟

الكلمات المفتاحية

قابلية الاستعمار ; القبطان ب ; تان ; الفشل الحضاري ; الحملة الفرنسية ; الجزائر ; شريف الزهار ; حمدان خ ; جة ; ليام شيلر