الإحياء
Volume 10, Numéro 1, Pages 44-92
2008-12-01

حوار القرآن الكريم مع أهل الكتاب في التشريع الإلهي

الكاتب : محمد مصطفى الزحيلي .

الملخص

لقد أرسل الله الرسل، وأنزل معهم الكتب التي تتضمن الشرائع الإلهية من عند الله، وهي قسمان، الأول: ثابت ودائم في جميع الديانات، والثاني: خاص لبعض الأمم حسب الزمان والمكان والطبائع والظروف. ولذلك قال الله تعالى: "ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" المائدة/ 48، وخاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله عز وجل: "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها" الجاثية/ 18. ولكن أهل الكتاب غيروا في شرائعهم، وبدلوا أحكام الله تعالى، وكتبوا ذلك بأيديهم وادعوا أنه من عند الله تعالى كذبا عليه وزورا. فجاء القرآن الكريم ليكشف تحريفهم، وتزييف الأحكام التي يطبقونها على اتباع ديانتهم، وحاورهم القرآن الكريم كثيرا في ذلك، وفند حججهم، وأمرهم أن يحكموا التوراة الصحيحة والإنجيل الصحيح اللذين فيهما حكم الله تعالى الخالد الذي يجدونه مكتوبا عندهم، وشدد القرآن الكريم النكير على أهل الكتاب حتى يقيموا التوراة والإنجيل، وورد ذلك في سور كثيرة وآيات عديدة. وهو ما يعرضه هذا البحث معتمدا على الآيات الكريمة التي ذكرت ذلك، وما يبينه المفسرون والعلماء والفقهاء، ليتم الحوار البناء الذي يوصل إلى الحق والعدل، وإقامة حكم الله في الأرض، مع الأدب القرآني في طلب مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، لإقامة الأحكام الشرعية بين العباد ليتحقق العدل والأمن ومصالح الناس، ويعودوا إلى حظيرة الشرع التي ترضي الله تعالى، وتؤمن السعادة للبشرية.

الكلمات المفتاحية

القرآن، أهل الكتاب، حوار القرآن، حوار أهل الكتاب، التشريع الإلهي.