مجلة اللغة الوظيفية
Volume 7, Numéro 2, Pages 92-112
2020-12-21

الحجاج في القصة القصيرة

الكاتب : يوب محمد .

الملخص

إذا كانت القصة القصيرة وسيلة تعبيرية تواصلية تتفاعل مع سياقاتها المختلفة، تقوم وتنهض على اللغة، فإنها خطابٌ حجاجيٌّ، قادر على تقديم الحجج الإقناعية المفحِمة، معتمدة في ذلك على برنامج حجاجي تداولي منسجم، خاصة أن البنية اللغوية للقصة القصيرة؛ هي بنية منفتحة على بنيات وتداعيات نفسية واجتماعية أوسع؛ مما يجعلها أكثر حمولة دلالية وإقناعية، تثير شهوة القراءة والتأويل، وبتعدد التأويلات تتفاوت درجات التأثير والانفعال، إلى حد أن عملية القراءة تتجاوز مرحلة التأثر العاطفي؛ إلى مرحلة أكثر عمقا في نفسية المتلقي وهي الإقناع وتغيير الموقف؛ خصوصا عندما ينفتح القارئ على أبعاد القصة الدلالية، التداولية، النفسية، الاجتماعية، والفلسفية... ولايكمُن البعدُ الحجاجي للقصة القصيرة في اللغة البلاغية المزخرفة فحسب، وإنما في اللغة الإبلاغية المقنِعة والمؤثرة، التي تنمو وتتحرك داخل بنية محددة، تخضع لآليات استدلالية واستنتاجية ذات صلة بالملقي والمتلقي؛ في سياقات خاصة بمقام الحوار، معتمدة في ذلك على قوة أفعالها وتعالق روابطها وانسجام استراتيجياتها الحجاجية؛ التي تبني جِسر العبور بين القارئ والمتخيل القصصي، وتزيل عنه قوة المقاومة ليحل محلها خنوع التلقي والخضوع لسطوة القاص الظاهر والسارد الخفي. ومما يساعد على حجاجية القصة القصيرة اعتماد القاص على بعد رؤيوي يستدرج المتلقي لإدخاله في عوالمه المتخيَّلةِ؛ لكي يتخذ من القصة أو ضدها موقفا صريحا أو ضمنيا، وهذا البعد الرؤيوي يفتح مجالا خصبا للحوار والجدال وردود أفعال متباينة، خاصة أن القاص وهو يبني عوالمه المتخيلة، فإنه يستحضر نفسيتَي القارئ الحاضرة والشاردة، فيستهدفهما من زوايا سردية مختلفة، وذلك بتسخير كل قدراته الفنية والجمالية لخدمة هذه المقصدية والأطروحة التي يحاجُّ من أجلها، فنراه يرفض مجموعة من التصورات القائمة، ويدعو إلى تبني التصور المضاد؛ وهو تصورُه ورؤيتُه الخاصة إلى العالم، التي يمررها من خلال حوارات شخصياته؛ التي توهم القارئ بصدقية المحكي القصصي.

الكلمات المفتاحية

لي ; الحجاج - القصة القصيرة