مجلة سيميائيات
Volume 15, Numéro 1, Pages 37-51
2019-09-01

متخيّل المدينة وهولوكوست الهوية في قصيدة "في القدس" لتميم البرغوثي

الكاتب : وهيبة جراح .

الملخص

بين واقع يشهد حالات التيه والضياع الهوياتي والتغريب والانكسار والعدمية، وصورة مُثلى لمدينة سعى مخيال الشاعر إلى نسجها، ينبثق متخيّل المدينة كما أرادها الشاعر أن تكون، وتنبثق القصيدة حينها لتعبّر عن التضارب والصراع بين واقع مرير مدنّس، ومدينة متخيَّلةٍ مقدّسة. تصوّر لنا قصيدة "في القدس" بعض المشاهد التي أصبحت تشوّه صورة المدينة وتخرجها عن أصلها وتعمل على تمزيق هويّتها وتهشيمها، عبر رصد مجموعة من مظاهر استيطان الآخر وهيمنته بشكل جعله يشكّل محرقةً للكينونة والهويّة والتاريخ. في هذه المرحلة من البحث سنتحدّث عن " واقع المدينة والاستلاب الهوياتي" وسنسلط الضوء على استراتيجية أساسيّة اعتمدها الشاعر في رصد واقع المدينة وهو "التصوير" الذي عبره سنقف على بعض المشاهد الديستوبية التي وسمت صورة المدينة. وسنبيّن الكيفيّة التي سعت بها القصيدة في هذه المرحلة لتجسيد الهولوكوست عبر جغرافيّة الأمكنة التي لم تعد تحتفظ بذاكرتها وخرائطها القديمة بل شتتها الصوت الإمبراطوري لتدخل في مرحلة اللامدينة والتشتت المكاني الذي يعدّ أكبر محرقة للهوية. وكصورة مضادة للأولى، وكردّة فعل لفعل الهيمنة والتهميش والاستلاب، سنعمل على تتبّع الطريقة التي نحت بها الشاعر بمخياله صورة أخرى لقدسٍ تأبى أن تتنازل عن هويتها، تأبى الانصياع للآخر والذوبان فيه، الأمر الذي جعل الشاعر يعود إلى التاريخ العتيق كمرجع أساسيّ لرسم صورة المدينة الحقيقيّة التي جارت عليها الأزمان، هذا التاريخ الذي يصبح بمثابة مقوّم للتشكّل الهوياتي واسترجاع المستلب، وهو نفسه (التاريخ) الذي سيظلّ شاهدا على أصالة القدس وأصالة من ينتمي إليها أبًا عن جدّ، "ففي القدس من في القدس لكنّ لا أرى في القدس إلاّ أنت".

الكلمات المفتاحية

الهلوكوست، الهوية، الميخيّل، المدينة، الرمزية،...