افاق للعلوم
Volume 1, Numéro 4, Pages 156-166
2016-09-01

الخطاب السينمائي: تحديد المفهوم وطبيعة التركيب وإشكال المقاربة

الكاتب : سلامي محمد .

الملخص

سنحاول في هذا المقام الحديث عن مفهوم له من الخصوصية ما يميزه ضمن باقي المفاهيم تداوليا، إنه "الخطاب السينمائي"، على اعتباره مركبا من كلمتين"الخطاب" و "السينما" نراهما في ارتباط وثيق لقيمة الكلمتين، ولما من تعالق دلالي- تداولي بينهما يؤكد الوظيفة الإسنادية على مستوى التركيب، فإذا كان الخطاب في مجمل تعريفاته يقوم أساسا على اللغة- إن على مستوى الوصف أومن حيث التأويل- فإن السينما- باعتبارها صناعة تعبيرية- تعتمد في لغتها على تركيب وقواعد ومعجم وتقنيات تختلف من حيث الدراسة والتحليل عن المبادئ والأسس المنهجية التي تعتمدها اللسانيات، وذلك لا يمنعها من الدلالة الخطابية بقدر ما يستدعي البحث فيها لاكتشاف الخبايا التي جعلت من السينما خطابا تواصليا كونيا، وحساسا لكل الإيديولوجيات مكتسحة بذلك الحدود الجغرافية ، كوسيلة تخاطب بين الشعوب ومحط اهتمام العديد من الباحثين على اختلاف مشاربهم لا سيما في مجال العلوم الإنسانية، حيث طرحت السينما إشكالات كثيرة من حيث الدراسة والتحليل، لا سيما ما يتعلق بالسؤال الذي ظل يطرح منذ سنين حول طبيعة لغتها،ذلك أنها تعتمد لغة تشبه اللغة الكلامية في شقيها الشفهي والمدون، ثم باعتبار الأساس الذي عليه تقوم وهو ثنائية الصورة والصوت ،وهذا أدى إلى إعادة النظر في دراسة الخطاب السينمائي والخروج به من الدراسة اللسانية ذات الطابع البنيوي ،إلى دراسات علمية تهدف إلى إبراز ما تحيل إليه الأفلام السينمائية من دلالات ثقافية تعيد الاعتبار للموروث الإنساني في كل جوانبه وتجلياته وتفاعلاته وتداولاته ،ولعل الدراسات السيميائية ووجهات النظر المؤسسة لهذه المرجعية فيها ما يتيح للدراسة السينمائية الأحقية في الدراسة العلمية،عبرما تتيحه سيميائيات الخطاب من إمكانات تهم تناول هذا الخطاب كمنتوج إنساني ذي مقاصد إبلاغية دلالية، فإلى أي حد تسعفنا مختلف الآراء التي استقيناها في تحديد مفهوم الخطاب السينمائي ؟ وهي طريقة أخرى للتساؤل عن أحقية السينما بالخطاب؟ وكيف يؤسس الخطاب السينمائي دلالاته ؟ وماهي طرائق البحث فيه؟ ثم ما المقاربة الأنجع في تطويع الخطاب السينمائي من حيث عمليات الإبلاغ والقراءة ؟

الكلمات المفتاحية

الخطاب السينمائي: تحديد المفهوم وطبيعة التركيب وإشكال المقاربة