مجلة النقد و الدراسات الأدبية و اللغوية
Volume 6, Numéro 1, Pages 135-142
2018-02-15

الاستمطار بالنار وطقوسه في شعر ما قبل الإسلام

الكاتب : مولاي الكبير أحمد .

الملخص

لازال شعر ما قبل الإسلام على الرغم من قدم عهدنا به يقدم وثائق دقيقة لما كانت عليه حياة العربي قبل الإسلام. فهو لم يكن مجرد خطاب يكتسب به أو يمتهنه من ضاقت به سبل الحياة واشتد به شظف العيش، بل هو علم قائم–كما قيل- لم يكن للعرب أصح منه. فلا غرابة بعد ذلك أن يتخذ مادة لعلوم شتى في القديم والحديث أيضا، منه استنبطت اللغة وعلى ضوئه هذبت الألسن وضبطت المعايير والقواعد. لم يكن شعراء ما قبل الإسلام بمعزل عن الأسئلة الحرجة التي كانت رائجة في مجتمعاتهم/ قبائلهم، فهو أفراد وجهوا شعرهم كله في سبيل تجسيد التطلعات واستنهاض الهمم ومطارحة الأعداء والتصدي للمخاطر، أما جين تعزوه الوسائل فلا يتردد في المشاركة في طقوس دفع المجهول ورد الغيبي المخيف. فلا غيره قادر على تهيئة أمر الاستحضار |أو الدفع والمواجهة. احتفى القدماء والمحدثون بالشعر الجاهلي احتفاء يفوق الخيال إلى درجة صار فيه مقدسا لا يقل شأنا عن قداسة اللغة العربية ذاتها. ولأمر ما رمي كل من ينكر ذالك الشعر أو يقلل من قيمته بالمضلل والمتكلم باسم أسياده، بل إن بعضهم لا يتورع في عد بدايته ببداية البشرية ذاته1. ولا تبتعد قضية الإلهام الشعري عن المنحى نفسه، فشاعر ما قبل الإسلام لا يتكلم بلسانه، بل يتكلم من خلاه شيطان أو شيطانة. بل إن بعض الشعراء لا يجد حرجا في التفاخر بشيطانه وبقبيلته على غرار ما قاله حسان بن ثابت: ولي شيطان من بني الشصبان فتارة أقول وتارة هو2

الكلمات المفتاحية

شعر ما قبل الإسلام