مجلة الدراسات الإسلامية
Volume 1, Numéro 1, Pages 594-602
2012-06-15

فشل الرأسمالية: الاقتصاد الإسلامي سبيل النجاة من الأزمة المالية

الكاتب : أ. ميسم الصغير .

الملخص

إن الاقتصاد الإسلامي، اقتصاد سماوي، منزّل من الله تعالى على حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ليكون رحمة للعالمين من خلال تنظيمه لحياتهم الدينية والدنيوية، ونفعا وإصلاحا للأفراد والأسر والدولة، وحلا للمشاكل الاقتصادية التي يواجهها هؤلاء جميعا، وإن من مميزات الشريعة الإسلامية أنها جاءت وافية وكافية لحاجات العباد في كل زمان ومكان، ومحققة للمصالح المؤدية للسعادة في الحياة الدنيا والآخرة في جوانبها المتعددة. حيث قدم الإسلام النموذج الصالح والسليم، وأدار الاقتصاد الإسلامي إمبراطورية عظيمة متنوعة الشعوب والأجناس والأعراف والألوان لارتكازها على أصول ثابتة وواضحة لا مجال فيها للاجتهاد ولا تتغير بتغيير الزمان ولا تتبدل بتبدل المكان كتحريم الربا في قوله تعالى: {وأحلّ الله البيع وحرّم الربا...} ]البقرة: 275[، وعلى جانب متغير أيضا، يمثل منطقة الفراغ التشريعي والذي تمّ تفويضه إلى أهل الاجتهاد وذلك حسب متطلبات كل عصر، وهذا ما يعبر عن قدرة الشريعة الإسلامية على التطور، تلبية للمصالح العامة. واليوم نرى الحقيقة بأعيننا مجسّدة على أرض الواقع، فعلى الرغم ممّا آلت إليه الحضارة العالمية من إنجازات هائلة على الصعيد المادي، فقد فشلت الرأسمالية المتمثلة في الأنظمة الاقتصادية الوضعية في أن تقدم البديل العادل وأصبحت تعاني من عقم فكري شديد تمثل في العجز الكامل في إيجاد الحلول اللازمة لمختلف المشاكل والأزمات التي أصابت العالم في دورات متتالية، وأخطرها الأزمة المالية والاقتصادية الراهنة التي نجحت الولايات المتحدة الأمريكية رأس النظام الرأسمالي في تصديرها للعالم كله، ليتحمل الفقراء فاتورة سفه الأغنياء. فإذا كان بعض أركان النظام الرأسمالي ينادي بتطبيق الاقتصاد الإسلامي كوقاية وعلاج من ألم الأزمات، فما بال الأمة العربية والإسلامية تبعد عن هذا الجانب فهي اليوم مدعوة أكثر من أي وقت مضى، للعودة إلى حالتها الفكرية، ومنهج عزها وسؤددها، علّ دورها الحضاري يسطع من جديد لتعود كما كانت « خير أمة أخرجت للناس » فتكون نورا يقتدى ونبراسا يحتذى.

الكلمات المفتاحية

الرأسمالية - الاقتصاد الإسلامي - الأزمة المالية.