افاق للعلوم
Volume 1, Numéro 2, Pages 16-28
2016-03-01

ظاهـرة العمل وتطورها عـبـر العصور

الكاتب : بن بريكة ابراهيم .

الملخص

يعتبر العمل في ابسط صوره شيء ضروري يقوم به الإنسان ، أو يضطر أن يقوم به لتلبية حاجياته من خلال تطويع بيئته المحيطة به ، و هذا يجعلها مناسبة لعيشه و بهذا نفهم أنه شيء فطري و نعتقد أن الانسان أثناء تطوره عبر التاريخ يظهر نتاج عمله الجماعي بمعنى في اطار الجماعة من الافراد التي تقوم بأعمال فردية تتكامل مع بعضها ، و ان هذا التكامل هو الذي يؤدي الى خلق النقلة النوعية في اسلوب العيش و هي الميزة الأساسية لبروز الحضارات ، و لهذا دراسة الجوانب التاريخية لتطور ظاهرة العمل عبر تاريخ الإنسان تعطينا دور العمل في بناء نهضة الأمم و ما هي العراقيل التي يخلقها ، فبالرجوع الى الحضارات القديمة نجد أن نتاج العمل موجود لحد هذه الساعة من خلال الأثار ، و التي تبين عظمة هذه الحضارات و كذلك قيمة العمل فيها و بالرغم اختلاف هذه الحضارات في نظرتها و لقيمة العمل الا أنه لا يمكن انكار مكانته الأساسية فطبيعة الأنظمة بهذه الحضارات لم تبرز هذه المكانه و هذا لارتباط العمل بطبقة العبيد و التي ليست لها أهمية في مجتمعاتها . و ظهر العمل بمجالاته الزراعة و الصناعة المتمثلة في حرف و مهن بها جانب كبير من الفنية و التعقيد يجعلها بمنزلة الصناعة و كذلك التجارة و الخدمات. وقد اختلفت نظرة الحضارات للعمل والتي تنبع من الاختلاف القائم بينها في حد ذاته (الحضارات) و بالنسبة للحضارة الإسلامية تنظر للعمل أنه عبادة و طاعة لله و هذا اذا ما توافق مع مبادئ الاسلام و عدم الضرر بالآخرين و ذو فائدة عامة للجميع و يظهر هذا جليا بين التفريق بين منزلتي المسلم العامل و المسلم غير العامل و يبين أهميته في بناء قوة الدولة . و بالنظر لواقعنا نجد من أهم قضايا العصر التي تعاني منها الدولة هي العمل تحت مسمى البطالة وذلك أن من واجبات الدولة توفير العيش الكريم لمواطنيها عن طريق ايجاد مناصب عمل تتلاءم مع خصائصهم.

الكلمات المفتاحية

ظاهـرة العمل وتطورها عـبـر العصور