مجلة حقائق للدراسات النفسية والاجتماعية
Volume 2, Numéro 5, Pages 38-50
2017-03-10

(العلوم الاجتماعية في الوطن العربي بين استاتيكية التنظير وديناميكية الواقع)

الكاتب : أمال بن سعدة . حسين غريب .

الملخص

الملخص: إن المُتأمل للكثير من المفاهيم على مستوى العلوم الاجتماعية والإنسانية على سبيل المثال لا الحصر يجد أنها تنتمي لماكينة الإنتاج المعرفي الغربي أي التنظير الغربي، فالمفاهيم المرتبطة بنظريات التبعية والتنمية والعولمة وحوار- صراع الحضارات - والحداثة وما بعد الحداثة وتحليل الخطاب كلها أو معظمها منتجات لم يسهم العالم العربي فيها بشيء وإن أعاد اجترارها بدرجات متفاوتة من الخطأ والصواب، وهذا أحد أهم مؤشرات الأزمة الحادة التي تنتاب العلوم الاجتماعية في العالم العربي، متمثلة في التبعية النظرية للحقل المعرفي الغربي، وذلك على المستويين النظري والمنهجي، ومن مظاهر هذه التبعية التقليد والنسخ الأعمى لمناهج المعرفة الغربية وإعادة إنتاج فكرها، أو مجرد استهلاكه دون أدنى تساؤل أو مراجعة نقدية. وتثير مسألة استعارة النظريات مواقف متعددة تتراوح بين القبول والرفض والتوفيق بين الموقفين: ففي حين لا يمانع تيار القبول من الاستعانة بالنظريات الغربية، مادام معيار القبول أو الرفض يجب ألا يؤسس على مجرد اختلاف البيئات والظروف التي أفرزت تلك النظريات عن بئتنا العربية، وإنما على طبيعة القوى التي أفرزت النظرية وأهدافها وقدراتها التفسيرية، وعلى توجيه البحوث الواقعية، وعلى أساليب صدورها ومدى تمشي هذه الأساليب مع المنهج العلمي. وفي مقابل هذا التوجه يقف تيار الرفض لمسألة الاستعانة بالنظريات الغربية، ويحشد لموقفه ذلك جملة من المبررات منها أن الانطلاق في دراسة المجتمع الغربي من التصورات النظرية الغربية لن يفيدنا في فهم واقع مجتمعنا من كافة جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية. وبالتالي نركز أكثر على مسألة تطبيق التنظير الغربي على الواقع الاجتماعي العربي، فبطيعة الحال هنا يجب مراعاة خصوصية المجتمعات من طابع اجتماعي، ثقافي، ديني، عادات تقاليد ...فبعد أن تكلمنا عن مسألة التقليد الأعمى للتنظير الغربي يتبادر لدينا تساؤل جد مهم :هل يمكن تطبيق التنظير أو بالأحرى النظريات الغربية المغايرة للثقافة العربية على مجتمعات العالم العربي؟ فبما أن هذه المسألة تعتبر أزمة بحد ذاتها فهل نستطيع تشخيصها ووضع الحلول للحد منها؟

الكلمات المفتاحية

كلمات مفتاحية: التنظير الغربي، الواقع العربي، العلوم الاجتماعية