بدايات
Volume 2, Numéro 1, Pages 142-161
2020-02-24

من الحجاج الإغريقي إلى البلاغة الجديدة لبيرلمان.

الكاتب : عبدالقادر بلعجال . فضلي لعجال .

الملخص

انطلق التنظير للبلاغة الغربية في اليونان من خلفيات سياسية و اجتماعية و قضائيّة و أخرى فلسفيّة، و غذّته اتجاهات فكريّة مختلفة، فكانت هناك خطابةٌ سوفسطائيّة لا تهتم بغير الإقناع تحت أيّ ظرف مهما كان و لا تؤمن بالحقيقة المطلقة، وجدلٌ أفلاطوني بمرجعيّةٍ عقليةٍ و نظرةٍ مثاليّةٍ تؤمن بالحقيقة المطلقة، واتجاهٌ لأرسطو توسَّط فيه بين (الخطابة السفسطائية) و (الجدل الأفلاطوني) فأخذ ما يتفقان فيه من كَونهما صناعتين و من كَونهما يهدفان للتأثير، لكن أرسطو اتخذ لنفسه مسارا تحليليًّا جديدا أخذ فيه من الأولى تحديد التقنيات الإقناعية، و ترك منها المغالطة و الإِغراضَ الذي لا يمنعه خُلُقٌ أو فضيلة، و أخذ من الثاني تركيزَهُ على العقل و الحق و الخير، وترك منه المثالية العالية و البعد عن الواقع، فكانت له خَطابةٌ غير خطابةِ السُّفسطائيين و جدلٌ غيرُ الجدلِ الأفلاطوني و ذلك ما استعرضَهُ في كتابه (الخطابة)، ثم سلكت القرون بعد ذلك بالبلاغة في مدارجِ التغيُّرات لكنها شهدت أهمّ تطور في القرن العشرين حينما توسّعت و تأثرت بالمناهج الحديثة و أصبحت تُعنى بوصف قواعد الخطابات و الأجناس الأدبيّة و تصنيف الصّور و المحسنات و بيان وظائفها، وتوسع الحجاج فيها إلى دراسة الخطابات الفلسفية و الأخلاقية و الاجتماعية و السياسية مع شاييم بيرلمان، الذي استوعب التراث البلاغيّ الغربي، بما فيه الأرسطي و الكلاسيكي ثمّ غربله و نسَّقه و أضاف إليه، وقدّمه في ثوب جديد يتوافق مع روح العصر الحديث فظهرت بذلك البلاغة الجديدة على يديه سنة 1958 في كتاب (مصنف في الحجاج، البلاغة الجديدة) التي تهدف إلى تخليص الحجاج من تهمتين هما: - تهمة انتسابه إلى الخطابة السوفسطائية، لما فيها من مُغالطة و مناورة و تلاعب. - تهمة صرامة الاستدلال الأفلاطوني و الأرسطي الذي يجعل المخاطَب في حالةِ خُضوعٍ و استلاب و محاصرةٍ لعقله، مُستغَلّا عِيِّهِ وقلّة فصاحته.

الكلمات المفتاحية

الحجاج، البلاغة، البلاغة الجديدة، الأصول.