بدايات
Volume 2, Numéro 1, Pages 116-126
2020-02-24

التغريض ودوره في التماسك النصي مختارات من مقامات الهمذاني

الكاتب : معمر بن الغويني .

الملخص

لما كانت اللّغة هي الرابط الوحيد الذي يصل بين عالمين مختلفين في طبيعتهما هما عالم الأجسام والأذهان ، وكانت دليلا يستدل به على الواقع وأمارة على إنسانية الإنسان العاقل الناطق والمبين ،فقد عني بها كثير من الفلاسفة والعلماء قديما وحديثا ، عربا وعجما فدرسوا طبيعتها ووظيفتها الاجتماعية وعلاقاتها بالنفس الإنسانية فتعددت رؤاهم حولها مما جعلنا « نصطدم – اليوم - بكم هائل من التعريفات المتصلة بتحديد طبيعتها ووظيفتها وخصائصها ضمن طائفة من النظم التواصلية الأخرى » . ومما هو معلوم أن العقل البشري وحده هو القادر على تفسير النصوص التي تختلف المفاهيم في تفسيرها وإنما يختلفون بسبب تصور مصالح خاصة أو سيطرة علاقات معنية على عقولهم وسلوكهم ، وليس بسبب أن العقل لا يستطيع أن يفسر هذه النصوص بل " إن الإنسان وحده هو الذي يمتلك نموذجاً تصورياً للعالم الذي يعيش فيه كما أن النظام اللّغوي الذي يمتلكه يجعله قادرا على أن يعبر على تصوره وأن يختار مفردات هذا التصور على نحو مطاوع لإرادته ". إن الحديث عن النّظم الدلالية للنص هي عبارة عن مكملة لترابطه الشكلي ونقطة وصول إلى تماسكه الكلي ، لأن النص عندما يكون مترابطاً من الناحية الشكلية ولا يكون مترابطا من الناحية الفكرية، يقول أنّ نصيته لم تكتمل ، وعليه فالإشكالية في هذا الفصل تتمحور حول هذا السؤال. ما آليات الانسجام التي ساهمت في تماسك مقامات الهمذانــي بعد تناول أدوات الاتساق فيها؟

الكلمات المفتاحية

التغريض، التماسك النصي، مقامات بديع الزمان الهمذاني.