مجلة تعليميات
Volume 1, Numéro 1, Pages 27-51
2019-01-15

التنوّع اللّغوي واللّهجي في الأدب الشّعبي ودوره في الجانب التّعليمي الشعر الشّعبي الجزائري أنموذجًا

الكاتب : هناء بلعباس .

الملخص

أضحت السَّاحة الأدبيَّةُ الجزائريَّة المعاصرة حافلة بإبداعات ومؤلّفات متنوِّعة، الأبرز فيها هو الحركة الأدبيّة الرِّوائيَّة والقصصيَّة مِنْ خلال أسماء قويّة وفاعلة وميلاد أسماءٍ تنتظر تسليط النّقد على كتاباتها،فقد أصبح الأساتذة الجامعيون يدرسون روائيين وقصّاصين بيعت أعمالهم في أكبر محفلٍ دولي تستضيفُهُ الجزائر وهو (المعرض الدّولي للكتاب) وريثما يصل دور هؤلاء لدراسة مؤلَّفاتهم دعونا نقول إنَّ الأسماء اللَّامعة ساهمت في ترقيّة الجانب الثّقافي وأغنت المكتبات لدرجة يمكنُ أن نقول أنّنا حقَّقنا الاكتفاء الذَّاتي على الأقل في جانب الإبداع في حين يبقى التَّقييم للقارئ والنَّاقد. والشعراء على اختلاف توجُّهاتهم يلجؤون لهذا العلم وما الأسلوبيّة إلاّ امتدادٌ للبلاغة ولهذا العلم أهميّةٌ كبيرة حيثُ نستعمله في حديثنا اليومي وفي حياتنا، فلاحظ قول هذا المثل الشّعبي الجزائري "ما تخافش من الشبعانإذا جاع خاف من الجيعان إذا شبع" ألا نجد له ما يقابله في ديوان العرب،في قولهم: إذا أنتَ أكرمتَ الكريمَ ملــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكتَه وإنْ أنتَ أكرمتَ اللّئيمَ تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرّدا ففي المثل الأوّل لا بدّ من استحضار العقل لفهم المعنى والمقصود من المثل، وكذلك في البيت الشِّعري. ومن الأمثال الشَّعبية أيضًا التي تأخذ منْ قاموس اللُّغة العربيّة سبيلاً للتّبليغ والتَّعبير قولهم على الإنسان الذي لا يعرف التفريق بين الأمور "ما يعرف كوعو من بوعو" لو قلتُها أمام صغار وحتّى طلبة لضحكوا من كلمة بوعو التي تساوي الغول في فهمنا العامي غير أنَّ الكوع والبوع كلمتان عربيّتان فصيحتان الأولى عضوٌ في اليد والثَّانية عضوٌ في الرجل. ولا يقتصِرُ السَّرد كبِنيَة على الفنونِ النّثرِيَّةِ فحسب بل نلمح للسَّرد إيقاعًا ووُجودًا في النَّص الشِّعري فصيحًا كان أو عامِيًّا (شعبي) خاصَّةً إذا كان الموضوعُ ثوريًّا ناقلاً لأحداث أو معارك تاريخيَّة دارت رحاها بين منْ سُلِبت أرضُه واغتُصِب وطنُه منْ هنا جاءت فكرة هذه الدِّراسة التي حاولت تسليط الضَّوء على إيقاع السَّرد في النَّص الشعري الشَّعبي الجزائري كونَهُ فنًّا منَ الفنون المميِّزة؛ لهُ خصائصُهُ ومميِّزاتُه ويعتبر النّص الأدبي الشّعبي تعبيرًا عن أمَّةٍ من الأمم فهو أدبُ عاميتها فالأدب الشّعبي تعبيرٌ صادقٌ عن المجتمعات يحمل أحاسيسها ومشاعرها ويمثِّل مصدر اعتزاز وافتخار لها. يحمل مميّزات وسمات بارزة تميِّزه عن الآداب الأخرى نجدها في كلّ أنواعه وأقسامه. وبالحديث عن الأنواع فالأدب الشَّعبي ينقسم إلى نوعين هما الشِّعر والنَّثر أمّا الشِّعر فقد عُرّف تعريفاتٍ متعدّدة وسمِّي تسميَّاتٍ متنوّعة أيضا والقسم الثاني وهو النَّثر الذي يحتوي فنونًا متنوِّعة كالقصّة الخرافيّة والأمثال والحكم والألغاز والأغنية الشَّعبية ومسرح الفرجة...إلخ. لقد جاءت هذه الدِّراسة لتقف عند خصائص الأدب الشّعبي الجزائري كنصٍّ أدبي قائم بذاته حاضر كمقياسٍ يُدَرَّس في الجامعات وستقفُ الدِّراسة على أهميّة التّوظيف اللّهجي في تحقيق جمالية النَّص الأدبي الشَّعبي، فجاء عنوان البحث:التنوّع اللّغوي واللّهجي في الأدب الشّعبي ودوره في الجانب التّعليمي الشّعر الشّعبي الجزائري أنموذجًا، حيث اخترناأنْ تكون الدّراسة في ميدان الشِّعر الشّعبي الجزائري واخترنا لذلك مدوّنة شعبيّة للتّطبيق للإجابة عن التّساؤلات التّالية: ما هو الأدب الشّعبي؟ وإن كان الشّعر أهم قسم من أقسامه فما هي خصائص الشّعر الشّعبي؟ ما هي خصائص النَّص الشَّعبي الجزائري؟ أين يكمن تميّز الشّعر الشّعبي الجزائري في التّوظيف اللّهجي أو في التّنوّع اللُّغوي واللّهجي؟ وللإجابة عنْ هذه التَّساؤلات تتبعنا في هذه الدِّراسة المنهج التّكاملي مع تفعيل آليتي الوصف والتّحليل.

الكلمات المفتاحية

التنوع اللغوي، الادب الشعبي، الشعر الشعبي الجزائري