مجلة مدارات تاريخية
Volume 2, Numéro 1, Pages 128-145
2020-03-31

"صدقة من أحط الدين بماله " من نوازل الرحلة الحجازية للفقيه الولاتي الشنقيطي بتندوف ( 1912 م / 1330 هـ ) تحقيق ودراسة

الكاتب : حبيب بريك الله .

الملخص

تأتي هاته الرحلة التي أقدمها في مجملها على نسق ما جاءت به الرحلات العلمية التي ألفها الحجاج المسلمون والعلماء الذين سبقوا الفقيه الولاتي، والتي كان لهم فيها محطات علمية سواء من حيث الاهتمام بالمراكز العلمية التي يمرون بها، أو ينزلون فيها للراحة والتعلم والتعرف من خلالها على رجالات العلم والفقه والفكر والساسة وتبادل العلوم والمعارف والكتب والتآليف في جميع المجالات. وقد أقدمت على تحقيق هذا السفر من رحلة الولاتي لما له من أهمية علمية وتاريخية وأخرى تعليمية، وتبرز هاته المكانة التي كانت تحظى بها تندوف وما جاورها من البلاد الأخرى في القرن الرابع عشر الهجري في كلام المختار السوسي في كتابه سوس العالمة( ) حيث يقول ـ رحمه الله ـ: «تقع هذه المدرسة ـ المدرسة الجكانية ـ فـي تندوف في التخوم السوسية الصحراوية، وكان آل بلعمش منذ أسسوا تلك المدينة على يد قومهم تاجاكانت رفعوا هناك راية التدريس، فدرس فيها كل من مرَّ بهم من فطاحلة الشناقطة كمحمد يحيى الوَلاتِي وأمثاله، بل قيل إن محمود التركزي مصحح القاموس المحيط درس هناك أيضا حين سافر إلى الشرق». وكما شجعني على نشر هاته المخطوطة كوني ابن هاته البلدة الطيبة ـ تندوف ـ وأحد قاطنيها والتي عرفت منذ القدم بعلمها وعلمائها الذين حازوا من الفضل ما حازوا وجابوا البقاع طلبا للعلم والمعرفة وتحقيقا منهم لقوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ اطلبوا العلم ولو بالصين﴾. ولعل من بين الأسباب التي دفعتني أيضا إلى تحقيق ودراسة هذا الجزء من رحلة الولاتي هو ما تحويه من فوائد جمة في جميع جوانبها التعليمية منها والتاريخية والدينية، وحتى الاقتصادية،ولنقل كذلك ماهية الأسباب والدوافع التي تركت الدكتور محمد حجي ـ رحمه الله ـ يتباطأ عن تحقيق هذا الجزء بعد ما كان حقق الجزء الأول منها . ثم مساهمة مني في نشر تراثنا الإسلامي الذي يزخر بكنوز بين طيات مخطوطاتنا والتي لا يعرف قيمتها إلا من خاض غمار بحرها وأزال ظلمة جهلها.

الكلمات المفتاحية

الرحلة الحجازية، النوازل، الشنقيطي، تندوف