حوليات جامعة بشار في العلوم الاقتصادية
Volume 5, Numéro 2, Pages 48-62
2018-06-01

إستقرار الموظفين و تأثيره على قيمهم في العمل

الكاتب : المداني حجاج .

الملخص

لقد استحوذت القيم على كتابات العديد من المفكرين و الباحثين، باختلاف تخصصاتهم وتباين مذاهبهم و مشاربهم، كما شغل الاستقرار الوظيفي حيزا لدى المنظرين للفكر الإداري، ليس أقل قدرا مما كان لقيم العمل، فالجهود التي بذلت في هذا المجال لا يمكن أن توصف إلا بالهامة، خصوصا بعد قيام الثورة الصناعية و التغير الحثيث الذي طال جميع مناحي الحياة الإجتماعية عموما بوصف الإنسان كائنا إجتماعيا على وجه الخصوص، و على حياة هذا الكائن ذاته باعتباره عضوا في منظمة معينة، و من هذا المنطلق سنحاول خلال هذه الدراسة السعي لإيجاد العلاقة بين قيم العمل و الإستقرار الوظيفي، فاستقرار المنظمات و استمراريتها، مرهون باستقرار أفرادها و تمثلهم للقيم السائدة داخل بيئة العمل، وفق ثقافة تنظيمية تراعي خلفيات هؤلاء الأفراد الإجتماعية وتشبعهم بقيم لا يستطيعون التخلي عنها أو التنصل منها، فالجذور الثقافية للأفراد لا يمكن إهمالها أو التغاضي عنها، كما لا يمكن إغفال خصوصية المجتمع أو البيئة المحيطة بالمنظمة، و لهذا فعلى الجامعة السعي جاهدة للحفاظ على مواردها البشرية، ففي حال توفر البدائل لدى موظفيها كفرص العمل المتاحة في مؤسسات أخرى يشكل تهديدا لاستقرار العاملين بها، مما يقلل من فعالية القيم داخل الجامعة، هذا الذي سيؤثر حتما و بالسلب على أداء الموظفين و حتى على ولائهم، فضمان الاستقرار المادي و المعنوي و كذا الاجتماعي للموظف، مرهون بمدى تفهم مسؤولي هذه المؤسسة الحيوية الهامة لطبيعة المرحلة التي تعيشها، كما أنه من غير الممكن تفعيل قيم العمل و زرعها في وسط الموظفين إلا من خلال شعورهم بالأمان و الإستقرار الوظيفي، و بما أن قيم العمل ليس بالإمكان حصرها في عجالة كهذه، فقد اكتفينا بثلاث قيم نرى أنها من الأهمية بمكان ألا و هي: التعاون، العدالة التنظيمية، الالتزام الوظيفي. و قد توصلنا من خلال دراستنا إلى العديد من النتائج، سنورد أهمها في آخر هذه الورقة.

الكلمات المفتاحية

الاستقرار الوظيفي، قيم العمل، التعاون، العدالة التنظيمية، الإلتزام التنظيمي.