مجلة المفكر للدراسات القانونية والسياسية
Volume 2, Numéro 4, Pages 30-49
2019-12-15

الإتصال الأنتلجنسي (النخبوي) ورهاناته في صناعة التغيير

الكاتب : قواسم بن عيسى .

الملخص

يمتلك الاتصال قدرة هائلة على إدارة التغيير وصناعته، فهو أحد قوى التغيير لتغيير القوى، باستخدام الإقناع القائم على الحجة والبرهان، وهو البديل الأمثل عن التغيير الفج العنيف الذي يمكن لنتائجه أن تكون كارثيةومدمرة، إنه سلوك هادئ لتسود في المجتمعات قوة المنطق بدل منطق القوة، وإذا كان العوام يراهنون على هذه القوة التغييرية للإتصال في تحسين حياتهم وحياة ذويهم ونقلها نحو الأفضل، فإن القيادات والنخب تراهن أكثر من غيرها على الإتصال في وضع الاستراتيجيات الهادفة إلى التغيير البناء الذي يحقق طموحات وغايات النخب والجماعات التي يتولون قيادتها ضمن ما اصطلح عليه بالإتصال القيادي أو النخبوي. لقد عرفت الأمم والحضارات المتعاقبة هذا النوع من الإتصال منذ بداية الخليقة بهدف إحداث التغيير، فقد مارس الأنبياء والرسل باعتبارهم نخبة وصفوة الخلق الإتصال النخبوي من أجل تغيير العقائد الفاسدة والسلوكات المنحرفة، كما استخدمه الملوك والأمراء والولاة في منظومة الحكم بهدف تحسين أوضاع الرعية، وأدرك العلماء والانتلجنسيا أهمية واسترتيجيةهذا النوع من الإتصال فمارسوه بكثافة عبر التاريخ الإنساني ولا يزالون يمارسونه من أجل تحقيق ذات الهدف وهو "التغيير"، ضمن ما اصطلح على تسميته في هذا البحث بالإتصال الانتلجنسي. وتعتبر هذه الورقة البحثية محاولة للتعرف على ماهية هذا النوع من الإتصال ورهاناته في هندسة التغيير البناء.

الكلمات المفتاحية

النخبة، الانتلجنسيا، الإتصال الانتلجنسي، الإتصال النخبوي، صناعة التغيير