المجلة العلمية للتربية البدنية و الرياضية
Volume 14, Numéro 1, Pages 258-272
2015-01-15

دراسة مدى استعمال المدرب لأسلوب الإرشاد الديني الخاص بخفض العنف لدى لاعبي البطولة الوطنية لكرة القدم خلال شهر رمضان وبقية أشهر الموسم الرياضي

الكاتب : مهادي عثمان .

الملخص

يمثل العنف في العصر الحديث ظاهرة سلوكية واسعة الإنتشار تكاد تشمل العالم بأسره ولم يعد مقتصرا على الأفراد في المجتمع بصفة عامة ولكن أصبح له صورا مختلفة حيث بلغ في العقود الماضية بصورة ملفتة المجال الرياضي واحتل كل الملاعب فأخذ صفة الظاهرة العالمية. ففي الجزائر لا تمر مباراة في البطولة الوطنية لكرة القدم ولا يحدث فيها عنف سواء خارج الملعب أو على المدرجات أو على الميدان بين اللاعبين أو ضد الحكام حتى أصبحت هذه الظاهرة حديث الساعة عند العام والخاص. وقد وجهت الدولة نداءات رسمية لكل الطاقات الحية في المجتمع للحد من هذه الظاهرة بداية بالفدراليات الرياضية، النوادي الرياضية، مصالح الأمن، الإعلام، الجامعات، المدارس والمساجد. فالمدربين الذين يعتبرون في قلب هذه الأحداث المؤلمة بشخصياتهم المختلفة وخبرتهم وتكوينهم المتفاوت يسعون بدورهم في تحسين مستو اللعبة والفوز بالمباريات ولا يكون ذلك إلا بتحسين أجواء اللعب في عدم التعرض للعنف المعيق للتطبيق الصارم للخطة المقترحة ولتحقيق ذلك يقوم المدرب بتنفيذ الأساليب النفسية اللازمة في تحضيره للاعبين لخوض المنافسة. درسنا في هذا البحث مدى استخدام المدرب لأسلوب الإرشاد الديني المتمثل في آيات وأحاديث وقصص خاصة تنبذ العنف من أجل خفضه لدى اللاعبين خلال الموسم الرياضي الذي يشمل غالبا شهر رمضان ويكون الغرض منها إبراز دور صوم هذا الشهر المقدس في إقبال المدربين مع غياب المحضرين النفسانيين في أغلب الفرق إلى اتخاذ هذا الأسلوب كوسيلة لعلاج هذا السلوك السيئ ليتمكن اللاعبين من السيطرة على الأعصاب وتفادي العقوبات والتحكم في زمام المباريات للفوز بها، وحسب François LEFEBVRE الذي يعتبر أنه : ""يجب الأخذ بعين الإعتبار المسألة الدينية في برنامج العلاج بالرغم من أن ليس لها حيز على المستوى المؤسساتي، ولكن تبقى غالبا مهمة في حياة الذين هم تحت المعالجة وفي حياة عائلاتهم ومحيطهم"" لأن لصوم رمضان فوائد كثيرة على الصحة نفسيا وبدنيا كما يرقى بالصائم إلى السمو الروحي، والصيام قد لا يصلح إذا استعمل صاحبه الكلام البذيء أو الإعتداء على الآخرين حسب تعاليم الدين الإسلامي الذي يعتبر جزء أساسي من التراث الثقافي الجزائري. وحسب H.TOUMISHEY: "" الإعتقادات الدينية هي بعد من الثقافة. فالثقافة والدين تحملان عدة تظريات للسببية التي من الضروري استكشافها في عملية التدخل"". استعمل الباحث المنهج الوصفي نظرا لملائمته مع طبيعة الإشكالية وتمثلت العينة من مدربي الفرق التي تنشط بطولة القسم الوطني الأول والثاني لكرة القدم لموسم 2009 – 2010 والذي بلغ عددهم عشرة مدربين وتم استعمال الإستبيان كوسيلة لتقصي المعلومات. وكشفت النتائج أن أغلبية المدربين يروا أن شهر رمضان فترة ملائمة للقيام بالإرشاد الديني للتقليل من العنف حيث يستعملون بدرجة عالية هذا الأسلوب المتضمن آيات وأحاديث وقصص لخفض العنف خلال شهر رمضان ويقل استخدامه تدريجيا بعد انتهاء هذا الشهر كما يرون أن الكف عن العنف واجب ديني حيث أن الأذى بالغير يبطل الصيام. واللاعبين أكثر استجابة للإرشاد خلال هذا الشهر ما يزيد من رغبة المدرب في استغلال هذا الظرف. نستنتج أن الصيام طيلة اليوم مع الصلاة المفروضة وأداء صلاة التراويح في المسجد بعد الجلسات العائلية حول مائدة الفطور خلال ثلاثين يوم من شهر رمضان المعظم هي مرحلة تدريبية هائلة لحسن السلوك والإبتعاد عن كل أشكال العنف. كما أن الأجواء عامل أساسي لتحسين البيئة الاجتماعية وبالتالي هذه البيئة ستعود لتؤثر بدورها في الفرد في المجالات التربوية والأخلاقية.

الكلمات المفتاحية

العنف، أسلوب الإرشاد الديني، شهر رمضان