افاق فكرية
Volume 8, Numéro 1, Pages 96-111
2020-06-28

الشيخ أحمد حماني، نشاطه الإصلاحي وإسهامه في تعزيز المرجعية الدينية

الكاتب : بـودن غانم .

الملخص

يعتبر علماء الأمة وأعلامها مرجع ذاكرتها وتاريخها، وإليهم يعود الفضل في تماسكها وتطورها، وإن دراسة سيرهم تعد من الأعمال الضرورية للوقوف عند ظروف وخصائص عصرهم، ومعرفة دورهم فيه ومكانتهم في المجتمع من خلال مساهماتهم فيه بحمل همومه والعمل على إنارة دربه، ذلك أن اهتماماتهم تعتبر مرآة عاكسة لواقع المجتمع لما تحمله من مواقف تعبر عن انشغالاته وتدافع عن مصالحه. وفي هذا الإطار تندرج شخصية الشيخ أحمد حماني العالم والمفتي الجزائري الذي تلقى تعليما دينيا في الكتّاب ثم في المدرسة الإصلاحية التي بدأت إرهاصاتها الأولى مع نشاط الشيخ عبد الحميد بن باديس في الجامع الأخضر، لينتقل بعدها إلى الزيتونة أين يُتم تحصيله العلمي العالي الذي سيمكّنه من وظيفة التعليم الشرعي والإفتاء فيما بعد. وكان للشيخ أحمد حماني نشاط بارز لصالح القضية الوطنية منذ أن كان طالبا في تونس في إطار جمعية الطلبة الزيتونيين الجزائريين حيث كان مؤمنا بفكرة استقلال الجزائر للتخلص من شرور الاستعمار مما جعله يساهم في الثورة التحريرية، وبعد استرجاع السيادة الوطنية واصل مهام بناء الإنسان الجزائري عن طريق التربية والتعليم وتدريس العلوم الشرعية حتى بلغ رئاسة لجنة الإفتاء في الجزائر الأمر الذي جعله علما من أعلام المرجعية الدينية في الجزائر برؤية وطنية إسلامية تنظر إلى المصالح العامة للأمة الإسلامية والجزائر بصفة خاصة. وتتمحور هذه الورقة في تتبع التكوين العلمي للشيخ أحمد حماني وإسهامه في الحركة الإصلاحية الجزائرية، وإبراز دوره في تعزيز المرجعية الدينية الوطنية القائمة على الفقه المالكي.

الكلمات المفتاحية

المرجعية الدينية، الإفتاء، المذهب المالكي، الإصلاح، البعد الوطني للفتوى.