مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 16, Numéro 2, Pages 280-300
2020-06-15

التَّفسير بالمدنَّس للنصّ المقدَّس ( دراسة في ضوء الأنثروبولوجيا الدِّينيَّة لتَفاسير بعض الآيات القرآنيَّة ).

الكاتب : منادي محمد الحبيب .

الملخص

ملخَّص البحث : يُعتبر " الدِّين " مكوِّنا أساسيَّا في الوُجود الإنساني ، الذي يسعى الإنسان من خلاله لتفسير الكون والحياة ، وأصل الوجود ومآلات المصير ، وهو ما جعل الدِّين محوراً أساسيَّا في موضوعات علم الاجتماع والأنثروبولوجيا ، بل بديلاً فكريَّا وثقافيَّا للتَّفسيرات العلمانيَّة لأصل الوجود وعلاقة الإنسان بالكون والحياة ، وقد اعتبره " أوجست كونت " ثاني المراحل الثَّلاث التي فسَّر بها تطوُّر الاجتماع الإنساني ، ليتحوَّل من التَّفكير الأسطوري الخرافي إلى التَّفكير الدِّيني ووصولاً إلى التَّفكير العلمي الموضوعي . ويُشكِّل " الجنس " الأساس البيولوجي لهذا الوجود الإنساني ، غير أنَّ الدَّين والجنس يقفان على طرفي نقيض في التَّصنيــف الثَّقافي لمضامين كلٍّ منهما ، باعتبار الدِّين مقدَّساً ، واعتبار الجنس مدنَّساً في الحسِّ الاجتماعي العـام . لكنَّ القارئ لكتب التُّراث الإسلامي وتفاسير القرآن المختلفة يجد هذا الجمع بين المقدَّس والمدنَّس ممكناً ، ممَّا يحمل على طرح الإشكالات الآتيَّة : - كيف تناول النَّصَّ القرآني تيمة " الجنس " باعتبارها أساس الوجود الإنساني وسبيل إعمار الكون ؟ - هل كان التَّفسير الجنسي لبعض آيات القرآن خاضعاً للممارسات الشَّعبيَّة الأنثروبولوجيَّة والثَّقافيَّة ممّا يجعله في ساحة الاجتهاد البشري يُمنع من خلاله الجمع بين هذين النَّقيضين ( الدِّين والجنس ) ؟ أم هو نقلٌ أمين لدلالات اللفظ القرآني ممَّا يجعله فوق إمكانات الطَّعن والمراجعة ؟ ويسعى هذا البحث إلى الإجابة عن هذه الأسئلة في ظلِّ معطيات علم الأنثروبولوجيا الدِّينيّ الذي يُعدُّ فرعاً من علم الأنثروبولوجيا العام ، والذي يتقاطع مع ما تُتيحه الأنثروبولوجيا الثَّقافيَّة في تفسير تشكُّلات اللغة ودلالات استعمالها في التَّواصُل الإنسانيّ ، وتأويلها .

الكلمات المفتاحية

الجنس ، الدِّين ، الثَّقافة ، الأنثروبولوجيا ، القرآن ، التَّفسير .