مدارات سياسية
Volume 4, Numéro 2, Pages 38-58
2020-04-18

الاقتصاد الرأسمالي كعلاقة عضوية بين الليبرالية الاقتصادية والليبرالية السياسية في النموذج الغربي.

الكاتب : رباحي أمينة .

الملخص

بدأت طريقة الإنتاج الرأسمالية تفرض نفسها على نحو متسع في أوروبا مع انفجار الثورة الصناعية منذ منتصف القرن الثامن عشر. تلك الثورة تعني تطور التوسع الصناعي، ووصوله إلى تحقيق التصنيع واسع النطاق للاقتصاد القومي وبناء الأساس الصناعي. وقد فضل كل من أرون (Aron) وبارسونز (Parsons) استعمال المجتمع الصناعي بدلا من المجتمع الرأسمالي. وإذا كان سان سيمون قد تنبأ بوصول المنتجين والتجار الى قمة التفريع الاجتماعي. ولكن تراتبية هذا الصعود لا يمكن أن يستمر إلا إذا استندت إلى تنسيق مؤسساتي يضمن للرأسماليين عددا معينا من الامتيازات بالنظر إلى الكتلة الغربية، يطرح سؤال ملح: في أي سياق برزت الظاهرة الثقافية في الحضارة الغربية؟ ولماذا أصبحت ذات مدلول وقيمة كونية؟ لقد توصل الليبراليون في الغرب عبر مسالك تاريخية إلى بناء دولة محدودة متسمة بالاستقلال الذاتي النسبي للدائرتين الروحية والثقافية (علمانية الدولة في الصيغة الفرنسية) وبتمايز ثلاثي سياسي وإداري واقتصادي. ولأن مبدأ الحرية أو غاية الحرية تمثل نقطة الانطلاق في الفكر الليبرالي لدور الدولة يرتكز على هذا المبدأ. فالدولة في المفهوم الليبرالي لا تنشأ لتدافع عن، وتنشر نموذجا معينا للسعادة والفضيلة، ولكنها تنشأ لتدافع عن حرية الفرد في إتباع أسلوب حياة الذي يراه مناسبا له، ولتضمن التعايش السلمي بين الأفراد في المجتمع، وعليه فهي مسئولة عن سن القوانين التي تحفظ الحقوق والحريات وتضمن بيئة مستقرة تسمح لأفرد المجتمع أن يحققوا غاياتهم بدون تدخل الدولة. إن التمييز بين الليبرالية الاقتصادية والليبرالية السياسية، يتجاهل الترابط بين هذه الجوانب المختلفة، المتكاملة في التراث الليبرالي. وغالبا ما تتقلص الليبرالية إلى صيغة " دعه يعمل، دعه يمر". إن ما يؤمن الترابط بين الليبرالية الاقتصادية والليبرالية السياسية هو تصور للفرد وحقوقه، محددة بالترابط مع حقوق الدولة، تنطلق من المؤسسات المكونة للمجتمع المدني. غير أن تنظيم المؤسسة الرأسمالية تنظيما عقلانيا على أساس حساب الربح في سوق منتظمة لا على أساس الظروف اللاعقلانية أو السياسية التي تتم فيها المضاربة، ليس هو الخصوصية الوحيدة في الرأسمالية الغربية، فلم يكن ذلك ممكنا من دون عاملين أساسية: فصل العمل المنزلي عن المؤسسة، وهو الذي ساد في الحياة الاقتصادية الحديثة، والمحاسبة العقلانية وهي مرتبطة به ارتباطا وثيقا.

الكلمات المفتاحية

الديمقراطية الليبرالية ; الاقتصاد الرأسمالي ; الليبرالية الاقتصادية ; الليبرالية السياسية ; الكتلة الغربية ; العولمة ; الاقتصاد المعولم