مجلة علوم اللسان
Volume 5, Numéro 1, Pages 91-112
2016-03-01

إشكالية التلقي بين الرواية والفيلم

الكاتب : شفيري فتيحة .

الملخص

يحظى النص الروائي باهتمام السينما العالمية عامة والعربية خاصة، فكثيرة تلك الأعمال التي حققت نجاحا كاسحا، والسبب أنها استطاعت أن تكشف مکنونات هذه النصوص واكتشاف معانيها الخفية التي قصدها المؤلف أو حتى التي لم يقصدها أو يشر إليها. وتعتبر النصوص بهذا كنوزا حقيقية لرؤية سينمائية جادة. ليس أساس نجاح الفيلم السينمائي فقط الإمكانيات المادية الهائلة التي توفر له، وليس كذلك فقط وجود مخرج محترف، بل ركيزته التي لا يمكن تجاهلها وتجاوز وجودها هو المتلقي، فإذا لم يستحسن هذا المتلقي ما يشاهده فالفيلم السينمائي سيعرف فشلا ذريعا. يكون السبب الرئيسي في فشل هذا العمل السينمائي عجز المخرج وحتی الممثلين في مطابقة القراءة النصية مع القراءة المرئية، فالمتلقي للنص الروائي يسعى من خلال قراءته إلى بناء فضاء ذهني لهذا النص، فهو الذي يشكل أ مكنته ويرسم شخوصه بل وكذلك يحدد مقاصده وأهدافه، وهذا يتحقق للنص الروائي قيمته لوجود هذا التجاوب والتفاعل بينه وبين هذا المتلقي الذي اهتم بدوره العديد من الكتاب والدارسين ومثال ذلك ما طرحه جون بول سارتر من سؤال جوهري لمن نكتب؟ فهو يرى أن الفن لا يوجد إلا من أجل الآخروبه. وإذا كان هذا المتلقي للنص الروائي هو ذاته المتلقي للعمل السينمائي فهو يرغب أن يرى مطابقة بين الصورة الذهنية التي شكلها وبين الصورة البصرية التي سيشاهدها، فإذا تمت هذه المطابقة يعني نجاح أفق انتظار هذا المتلقي وبالتالي نجاح الفيلم المشاهد، أما إذا لم تتم هذه المطابقة فهذا يعني تحطم أفق انتظار المتلقي ويعني كذلك فشل الفيلم السينمائي، ونستحضر هنا ما ذهب إليه الكاتب البرازيلي باولو كويلو الذي يرفض أن ينتقل النص المقروء إلى نص مشاهد لأن ما رسمه المتلقي في ذهنه لن يتحقق مع النص المشاهد وهذا ما حدث فعلا مع نصوص روائية معروفة مثل "ريح الجنوب" لعبد الحميد بن هدوقة. لكن هناك أفلام سينمائية عربية كثيرة هي ناجحة لأنها حافظت هي الأخرى على تحقيق المطابقة بين النص المقروء والنص المرئي المشاهد، وسنبرز كل هذا في مداخلتنا التي عنوناها "إشكالية التلقي بين الرواية والفيلم".

الكلمات المفتاحية

النص الروائي؛ الفيلم؛ الرواية؛ السينما العالمية؛ نظرية التلقي