مجلة علوم اللسان
Volume 4, Numéro 1, Pages 12-57
2015-06-01

المعايير الكنانية في العربية، سيرورة وصيرورة

الكاتب : فتحي نعجة سہی .

الملخص

يؤسس هذا البحث لقراءة تحليلية سياقية حضارية للخطاب التعبيري الكنائي الحديث، تقارب الواقع التواصلية اللغوي، وتحيل إلى معانيه ودلالاته الضمنية ولوازمه، وتستشرف آفاقه وتنوعاته وروافده وفاعليته التخاطبة القيمية في ضوء تعدد المرجعيات وتغيرها، وتباين الأداءات اللسانية بين العفوية الدارجة في منطوق أفراد الجماعة البشرية، ومقصدية تداولها في بعض الكتابات الصحفية والأدبية وأدب السخرية، وفي ضوء التثاقف القسري بين الأنا والآخر الذي أفضى إلى تغير اللسق التصوري لأفراد الجماعة اللغوية في البيئة العربية بعامة، والأردنية بخانية من غير نکران للذات وخصوصيتها. فالتواصل بالتعبير الكنائي الحديث وسيلة مركزية في التواصل الإنساني اليومي نحو ( بلط البحر) كناية عن عدم الاكتراث لموقف الشخص المقابل، و(تحت البلاطة/ على الحديدة على الحصيرة / أكل روح الخل) كناية عن الإنسان المعدم الحال، و(معه مال حبطرش/ عظمه ذهب/ فوق الريح ) كناية عن الغنى، و(عقله خزق) كناية عن ضيق الأفق، و(فلان كمونة/ جلدة / يحلب النملة) كناية عن البخل، ويلعب في الوقت الضائع)، و(عداده على الصفر/ الزيرو) كناية عن غياب العقل، و(مخه يحتاج إلى فرمتة / غيرال (سوفت وير)) كناية عن ضرورة ممنهجة عمليات التفكير، و(فلان داعس على الأول) كناية عن التمهل والحيطة، وغيرها؛ لأن التواصل بالتعبير الكنائي الموروث في البلاغة العربية وتعليمه في المناهج المدرسية والجامعية في ضوء نسبيته وغربته القيمية والحضارية عن كثير مما يحاكي واقع المتعلم، ويلامس مخياله قد يفضي إلى مأزق تواصلي. وإذا كان الاغتراف من الموروث يعني الأصالة في بعض جوانبه، فتضمين التعبيرات الكنائية الجديدة الشائعة الفصيحة والقابلة للتفصيح يعني المعاصرة؛ ذلك أنه يحول دون ذمة المتلقي الثقافية من جهة، وينأى به عن الحكم بالمعيارية وازدواجية العربية بين الأصالة والمعاصرة، والصور والتمثل من جهة ثانية، ويحول كفايته اللغوية إلى كفاية تواصلية من جهة ثالثة، ويخلق الدافعية للانتماء المقولي للمجتمع اللغوي التعليمية من جهة رابعة، ويقر بالتطور اللغوي ويدعو إلى ضرورة مراجعة التعبيرات الكنائية التقليدية المستعارة من الموروث، وإخضاعها لقانون الإحلال والاستبدال المحتكم إلى قانون العرض والطلب؛ حيث للدوال والتعبيرات الكنائية تاريخ صلاحية من جهة خامسة؛ ذلك أنها تمسك كما تسك العملات، وتظل متداولة ما دامت سارية المفعول.

الكلمات المفتاحية

الكناية؛ البلاغة العربية؛ الخطاب التعبيري؛ الصحافة الأدبية؛ الصحافة الساخرة