مجلة عصور الجديدة
Volume 10, Numéro 2, Pages 277-293
2020-05-18

موقف الشيخ البكري بن عبد الرحمن التواتي من كتابات محمد بن مصطفى بن الخوجة الجزائري سنة 1898م

الكاتب : بابا عبد الله .

الملخص

عرفت الجزائر نهاية القرن 19م بروز جيل من المثقفين الجزائريين الإصلاحيين، الذين تناولوا في كتاباتهم ودروسهم الوضع الاجتماعي المتردي للجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي، داعين في نفس الوقت إلى الأخذ بمقومات الحضارة الفرنسية، قصد تجاوز المنعرج المتأزم الذي وصل إليه المجتمع الجزائري، ومن بين الشخصيات الاصلاحية التي أثرت في الساحة الوطنية بنشاطها الصحفي والفكري محمد بن مصطفى بن الخوجة (الكمال)، الذي ألّف في مواضيع شتى لها صلة بالتراث والتعليم والمرأة، رأت فيه الإدارة الفرنسية نموذج المثقف الملتزم والمتفتح الذي يخدم أهدافها من خلال كتاباته ودروسه وخطبه المسجدية، كما رأت فيه النخبة المثقفة الجزائرية رائد الاصلاح الوطني وأب النهضة الجزائرية الحديثة، غير أنّ مما وصل من تآليف لابن الخوجة إلى يد الشيخ والفقيه البكري بن عبد الرحمن بن الطيب التواتي قبيل الاحتلال الفرنسي للواحات الصحراوية(تيدكلت وتوات وقورارة) سنة 1900م، متمثلة في كتابيّ:" الاكتراث بحقوق الإناث" و" تنوير الأذهان في الحث على التحرز وحفظ الأبدان"، جعلت الشيخ البكري التواتي بعد تمحيص أفكارهما يتفرس ببصيرته الغاية من وصولهما إلى يديه، في هذا الظرف الحساس الذي تمر به توات من وقوف القوات الفرنسية على أعتاب احتلال المنطقة، الأمر الذي دفعه إلى أن يدوّن عليهما ملاحظاته ونقده اللاذع لأفكار العلامة ابن الخوجة في مخطوط بيّض مسودته في سنة 1898م، يحمل في ثناياه عاتباً وتأنيباً للكاتب، لما لمس في أفكارهما من مداهنة وتمجيدٍ للاستعمار الفرنسي.

الكلمات المفتاحية

البكري بن عبد الرحمن، محمد بن مصطفى بن الخوجة، الجزائر، توات، فرنسا، الاستعمار، النخبة، العلماء، التأليف، المرأة.