دراسات استراتيجية
Volume 10, Numéro 20, Pages 89-102
2014-12-01

النموذج التركي في المنطقة العربية بين آليات البناء وأسباب التراجع

الكاتب : شحماط مـــراد .

الملخص

تعرف السياسة الخارجية التركية منذ سنوات حالة من التحول الواضح عن مسارها التقليدي، ويبدو هذا التحول جلياً من خلال استقراء جملة المواقف والتوجهات التي طرأت على سياق هذه السياسة منذ 2002، وعلى نحو يشي بحدوث نوع من التغير استجد على أولوياتها، بل وطال جملة المبادئ التي طالما ارتكزت إليها تقليدياً، فالمتتبع لهذه السياسة يدرك دونما عناء أنها خرجت عن طورها المعهود الذي أراده لها مؤسس الجمهورية "أتاتورك" على أسس علمانية موجهاً دفتها صوب الغرب. ومع مطلع الألفية الثالثة ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية إلى سدة الحكم عام 2002 أصبحت السياسة التركية أكثر انفتاحاً على الشؤون الدولية بعامة وعلى المحيط العربي الإسلامي على وجه الخصوص، وهي السياسة التي يرى فيها الباحثون أنها نجحت في جعل النظام السياسي في تركيا نموذجا قيد البحث يقوم على ثلاثة مبادئ هي: الديمقراطية والعلمانية والإسلام، ويرى هؤلاء أن هذا النموذج يمكن أن يشكل خارطة طريق للأنظمة العربية عن الكيفية التي يستطيعون من خلالها التعامل مع الأوضاع الداخلية في بلدانهم عبر الواقعية والبراغماتية والاعتدال، كما يمثل نموذجا للديمقراطية الإسلامية المعتدلة التي تبحث الولايات المتحدة والغرب عنها، وتسعى إلى تعميم تجربتها، فهل هناك تغير في الموقف التركي تجاه المنطقة العربية أم إن ما يحدث هو نتاج لخط ونهج تركي في سياستها الخارجية يتواءم مع النهج القديم؟ وهل ستنجح تركيا في أن تكون النموذج المنشود للدول والشعوب العربية؟

الكلمات المفتاحية

السياسة الخارجية التركية، التغير، العثمانية الجديدة، النموذج التركي، المنطقة العربية