مجلة الدراسات العقدية ومقارنة الأديان
Volume 5, Numéro 9, Pages 37-79
2011-12-15

التحديات الفكرية المعاصرة وتجديد علم الكلام

الكاتب : عبد القادر النفاتي .

الملخص

لئن جابه علم الكلام قديما جملة من التحدّيات الثقافية والإشكاليات الفكرية مجابهة فاعلة مكّنته من أن يتبوّأ منزلة قيّمة في السلّم التراتبي للعلوم الإسلامية، وأن يكون حينها من أجلّ العلوم وأوكدها، خصوصا وأنّه قد أنتج تراثا غنيّا زاخرا بالأفكار والتصوّرات والمذاهب الفكريّة، وأسهم أيضا في إثراء الحركة الفكرية الإسلامية إثراء مهمّا لافتا للنظر، إذ زوّدها بمناهج وآليات قيّمة وتميّز بسمات وخصائص فريدة، فكان حقيقة خير مقصد يشدّ إليه الرحال لتثبيت العقائد وتركيز الأسس الإيمانية والدفاع عنها ضدّ المطاعن والشبه والافتراءات التي تروم تشويهها أو تقويض صورتها الناصعة، فإنّ التحديات الفكريّة التي يشهدها العصر اليوم هي أشدّ وأعتى، إذ اصطبغت بألوان فكرية جديدة وتلبّست بأنماط ثقافية وفلسفيّة مغايرة للمعتاد، الأمر الذي فرض التفكير في مدى جدوى علم الكلام، وفي مدى إمكانية تصدّيه للعواصف والإرهاصات المطروحة، وحتّم في ذات الوقت أيضا تطوير علم الكلام وبعث الحيويّة فيه من جديد كي يواكب المستجدّات ويستوعب المتغيّرات ويتمكّن من مماشاة التطوّرات الفكرية التي يعيشها العالم اليوم، ومن ثمّة يحافظ على الأهداف العقديّة والمقاصد الفكريّة السامية التي أسّس من أجلها. ضمن هذا الأفق تطرح في الواقع عديد التساؤلات المهمّة ذاتها؟ هل أننا لم نعد حقيقة في حاجة إلى علم الكلام في صورته القديمة؟ وكيف يولد العلم ويتطوّر ويحتلّ مكانا مميّزا ضمن العلوم الإسلامية، ثم تعتريه حالة ضعف وتقهقر إلى حدّ الاستغناء عنه؟

الكلمات المفتاحية

التحديات- الفكر- تجديد- علم الكلام