تطوير
Volume 2, Numéro 1, Pages 11-29
2015-09-30

نيتشه ومسألة المستقبل

الكاتب : نورالدين الشابي .

الملخص

لما كانت الفلسفة انهمامًا بمآلات الموجود، فإنه لا غنى لها عن التفكير في مسألة المستقبل، وقد يكون نيتشه أحد الذين أدركوا ذلك الأمر حينما تبيّن له أن ما كان بصدد الحدوث في عصره لا يمكن أن يفضي مستقبلا سوى إلى "أمر حتمي" هو "انتصاب العدمية"، وهو ما يعبّر عنه في نص أساسي يعود إلى سنة 1887 حيث يقول:" إنني أروي حكاية القرنين القادمين، وأحكي عما هو آت، وعمّا لا يمكنه أن يأتي على هيئة أخرى: انتصاب العدمية(die Heraufkunft des Nihilismus) ، وبوسعنا-منذ الآن- كتابة هذه الحكاية لأن الأمر هنا حتمي، فالمستقبل(Zukunft) يكلمنا بواسطة علامات لا حصر لها، وكل ما تبصره أعيننا ينذر بالمصير المحتوم، وقد أضحى سمعُنا حادا بما فيه الكفاية لسماع موسيقى المستقبل هذه، فمنذ زمن تضطربُ حضارتنا الأوروبية بتمامها في عذاب وتوتّر يزدادان حدّة عقدا بعد عقد، لكأن كارثة عُظمى تُوشك على الحلول بها، فهي قلقة، عنيفة، متسرّعة مثلها كمثل السيل الجارف يريد الانتهاء من حركته. إنها لم تعد تراجع نفسها، بل هي تخشى مراجعتها"

الكلمات المفتاحية

نيتشه، المستقبل، الراهن، العدمية، القيم، الاستشراف.