قرطاس الدراسات الحضارية و الفكرية
Volume 3, Numéro 1, Pages 37-46
2015-01-01

مقدمة السياسة الشرعية في فكر عبد الرحمان ابن خلدون (و732هـ_ت808هـ)

الكاتب : كريم داودي .

الملخص

السياسة الشرعية هي أحد جوانب الفقه الإسلامي الرحب الذي استوعب الحياة الإنسانية كلها فهو يشمل علاقة الانسان بربه فيما يسمى فقه العبادات، ويشمل علاقة الانسان بحياته الخاصة فيما يضمه فقه الحلال والحرام، ويشمل علاقة الانسان بأسرته من الزواج والطلاق والوصايا والمواريث ونحوها ما يطلق عليه علماء القانون اسم الاحوال الشخصية، ويشمل علاقة الفرد بالمجتمع في معاملاته ومبادلته المختلفة فيما ينظمه في عصرنا القانون المدني و التجاري، ويشمل كذلك علاقة الفرد بالدولة أو علاقة الحاكم بالمحكوم أو الراعي بالرعية أو السلطة بالشعب، وهو ما ينظمه في عصرنا الفقه الدستوري والمالي والإداري والدولي وهذا ما نعنيه بالسياسة الشرعية، وقد تناوله علماء المسلمين ضمن أبواب الفقه أو في كتب متخصصة، ومع ذلك كثيرا مايتهم العلماء الأوائل من المسلمين أنهم لم يخلفوا نظريات سياسية تضاهي النظريات السياسية الغربية، وهذا الحكم فيه إجحاف بعلماء الأمة ، ناتج إما عن إنبهار بالحضارة الغربية أو جهل بثرات الأمة الضخم الذي خلفته الحضارة العربية الإسلامية، ولو تصفحناه لأخرجنا منه نظريات سياسية تستفيد منها البشرية جمعاء، وقد ظهر كثير من الأعلام في هذا العلم من علماء المدرسة المالكية عبد الرحمان ابن خلدون الذي خلف أراءا سيا سية، تؤسس للحكم الراشد وتبين سعة اطلاعه بعلم السياسة نظريا وعمليا، بحكم توليه عدة مهام في الدولة سواء أثناء تواجده في المغرب العر بي أو المشرق .

الكلمات المفتاحية

السياسة الشرعية، عبدالرحمان بن خلدون، النظريات السياية، الحكم الراشد