أبوليوس
Volume 7, Numéro 1, Pages 10-22
2020-01-31

من ملحمة الصَّحراء إلى رواية البعد المفقود

الكاتب : الغانمي سعيد .

الملخص

الملخص: تشتغل أعمال إبراهيم الكوني الأُولى حتّى رواية "السَّحَرة" (1995) على ما سمَّيتُهُ في كتابي "ملحمة الحدود القصوى" بـ"ملحمة الصَّحراء". وقد حاول الكوني في هذه الأعمال إنهاء احتكار المدينة للرِّواية، بوصفها ملحمة المدينة في العصر الحديث، كما وصفها لوكاتش متابعاً هيغل. حاول كتابة ملحمة صحراويَّة، تبرهن فيها الصَّحراء أيضاً أنَّها قادرةٌ على توليدِ روايتها التي لا تقلُّ تعقيداً من الناحية الفنِّيَّة عن تعقيد رواية المدينة. وإذا كان مصدر الثَّراء والخصب للمدينة يكمنُ في ثرائها الماديِّ، فقد برهن الكوني أنَّ الصَّحراء تستطيع أيضاً أن تحوِّل الجفاف واقتصاد الكفاف فيها إلى ثراءٍ رمزيٍّ منقطعِ النَّظير. ولكن ليس استمداداً من الثَّراء الماديِّ، فالصَّحراء تفتقر بالتَّأكيد إليه، بل استمداداً من منظومتها الرَّمزيَّة، وقدرتها على ضخِّ رأس مالٍ رمزيٍّ حتّى في الحجر الجماد. فالصَّحراء، مثل المدينة، قائمةٌ على تنمية رأسِ مالٍ رمزيٍّ غنيٍّ تستطيع باستخدامه أن تحوِّلَ عراء الرِّمال الممتدِّ إلى فردوس للحرِّيَّة الرَّمزيَّة، واقتصاد النُّذور إلى خزانةِ مَصْرَفٍ روحيٍّ متنقِّلٍ، بل تستطيع أن تحوِّلَ كلَّ حجرٍ أو طائرٍ أو قبرٍ أو جبلٍ إلى فيضٍ من المعاني الرَّمزيَّة التي تفتقر إليها رواية المدينة.

الكلمات المفتاحية

الرواية، الصحراء، المخيال، الملحمة، الأسطورة