التراث
Volume 6, Numéro 2, Pages 191-204
2016-06-15

الاتساق في قصيدة "ارى شبحي قادما من بعيد" لمحمود درويش

الكاتب : فواز بن راشد الشمري .

الملخص

تقوم هذه الدراسة على تطبيق أدوات نظريات تحليل الخطاب على قصيدة "أرى شبحي قادما من بعيد" لمحمود درويش، محاولة رصد نصية الملفوظ، وهو أمر انشغلت به نظرية الاتساق، فجاءت الدراسة تحت عنوان " ثنائية الاتساق في قصيدة أرى شبحي قادما من بعيد" لمحمود درويش. سار منهج الدراسة في جانبين: الأول، الجانب النظري؛ ففيه رصدت تعريف الاتساق والتعريف بأدواته . والثاني، الجانب التطبيقي؛ وفيه وظفت أدوات نظرية الاتساق على قصيدة محمود درويش. وجاءت الدراسة في تمهید، و مبحث، وخاتمة، أما المبحث : كان للجانب التطبيقي لأدوات نظرية الاتساق من الإحالة، والاستبدال، والحذف، والوصل، والاتساق المعجمي)، والخاتمة عرضت فيها لأبرز النتائج التي توصلت لها. التمهيد: لاشك أن اتساق النص يحتل مكانة في الأبحاث اللسانية، والدراسات الأدبية التي تندرج في مجالات تحليل الخطاب، ولسانيات النص / الخطاب، وتحو النص، وعلم النص؛ فإننا لا نجد مؤلفا ينتمي إلى هذه المجالات خاليا من هذين المفهومين. مفهوم الاتساق: الاتساق مصطلح مترجم من الكلمة (Cohesion)، وقد وقع في ترجمته بعض من الاختلافات في عملية انتقال المصطلحات العلمية، حيث ترجمه محمد خطابي إلى الاتساق"، في حين ترجمه تمام حسان إلى السبك، وترجمته إلهام أبو غزالة وعلي خليل حمد إلى التضام ، أما عمر عطاري فترجمه إلى الترابط ؛ ولذلك نرى في كتاب أحمد عفيفي أنه ترجم للكلمة بثلاثة مصطلحات معطوفة ب (أو) التي تفيد التنويع: التبك أو التضام أو الترابط. ويقصد بالاتساق "ذلك التماسك الشديد بين الأجزاء المشكلة لتنص خطاب ما، ويهتم فيه بالوسائل اللغوية التي تصل بين العناصر المكونة لجزء من الخطاب أو الخطاب برمته". ويرى هاليداي ورقية الحسن أنه عندما ندرس الاتساق فإننا نبحث عن الوسائل اللغوية التي يستطيع النص بواسطتها أن يعمل کو حدة معنوية نال مصطلح الاتساق اهتماما من علماء النص بتوضيح مفهومه وأدواته، ويعرفه کارتر بقوله: يبدو لنا الاتساق ناتجا عن العلاقات الموجودة بين الأشكال النصية، أما المعطيات غير اللسانية (مقامية، وتداولية) فلا تدخل إطلاقا في تحديده". ومن أجل وصف اتساق النص/ الخطاب يسلك المحلل – الواصف طريقة خطية، متدرجا من بداية الخطاب حتى نهايته، راصدا الضمائر والإشارات المحيلة، مهتما أيضا بوسائل الربط المتنوعة كالعطف والاستبدال والحذف والمقارنة، كل ذلك من أجل البرهنة على أنه النص الخطاب يشكل كلا متآخذ. فالمقصود بتحليل اتساق النص هو الإحاطة به من حيث هو تسلسل و نسیج، تسعى الظواهر اللغوية المتنوعة فيه إلى تنامي النص و تناسله وتضمن له استمراره بواسطة التكرارات.

الكلمات المفتاحية

الإتساق، الأدب، اللغة، الشعر، درويش، قصيدة.