التراث
Volume 6, Numéro 2, Pages 169-180
2016-06-15

المعلم بين مطرقة التقليد وسندان العولمة "معلم اللغة العربية أنموذجا"

الكاتب : نصر الدين الشيخ بوهني .

الملخص

يعاني العالم العربي تحديات وعوائق جعلته يبرح مكانه، ويقف مشدوها أمام هذه التحديات والتطورات، ففي كل لحظة يصادفنا مولود جديد ينسل من عالم التكنولوجيا ويفرض نفسه علينا في جميع الميادين، وخاصة في الميدان التربوي التعليمي، وأمام هذا الزخم المعلوماتي والتكنولوجي، يظهر المعلم حائرا لا يدري ما يصنع، أيحافظ على مكتسباته القديمة، أم يواكب زمن غيره ليتغير ويغير؟ وهنا يحاول الباحث أن يعطي تفسيرا لهذه الظواهر التي فرضت على المعلم الولوج إلى عالمها، عالم العولمة والبعد عن التقليد فما موقف المعلم منها؟ ومدى استجابته لها؟ | وللإجابة عن هذه التساؤلات وجب الوقوف عند مصطلحي التقليد والعولمة وتفسيرهما، ما يساعد المعلم على الخروج من البيئة النمطية إلى التجديد وفق عالمه وتقاليده العربية والإسلامية، فما المعاني التي يحملها كل من مصطلح التقليد والعولمة؟ مفهوم التقليد: التقليد لغة: التعليق، اللي، وهو من الفعل الرباعي ( قلد )، " فالقاف واللام والدال أصلان صحيحان، يدل أحدهما على تعليق شيء وليه به، والآخر على حظ ونصيب "1، وقلد القلادة " التي في العنق و (قلده فتقلد ) ومنه ( التقليد ) في الدين و تقليد الولاة الأعمال، وتقليد البدنة أن يعلق في عنقها شيء ليعلم أنها هدي "2، وجاء في اللسان " وقد قلده قلادا وتقلدها، وقلده الأمر ألزمه إياه "3، و" قلدته السيف: ألقيت حمالته في عنقه فتقلده، وقلد البدن، وفتح الباب بالإقليد وهو المفتاح، وقلد فلان قلادة سوء: هجي ما بقي عليه وسمه، وقلده نعمة، وتقلدها طوق الحمامة، ولى في أعناقهم قلائد: نعم راهنة "4. فمن خلال هذه التعريفات يتبين أن لفظة تقلید دلت على معنى التعليق والربط والتكليف، والتقيد والإلزام، أما اصطلاحا فهي عبارة عن الاقتداء بالآخر في أقواله وأفعاله، وأحيانا في حركاته وسكناته، والتقليد: " عبارة عن اتباع الانسان غيره فيما يقول أو يفعل معتقدا للحقية فيه من غير نظر و تأمل في الدليل كان هذا المتبع جعل قول الغير أو فعله قلادة في عنقه... التقليد عبارة عن قبول قول للغير بلا حجة ولا دليل "5. ويراه آخرون أنه: " قبول قول المقلد بغير حجة، فيلزم المقلد ما كان في ذلك القول من خير أو شر" 6 وهو عند الحنبلي: "وضع الشيء في العنق مع الإحاطة به؛ ويسمى ذلك: قلادة؛ وهو في عرف الفقهاء: قبول قول غيره من غير حجة؛ أخذا من هذا المعن؛ فلا يسمى الأخذ بالكتاب والسنة والإجماع مقلدا"7. وقد وردت لفظة ( تقليد ) في عدة نصوص عربية دالة على معنين؛ معني مادي و معي معنوي، فأما المعنى المادي فهو ما دل على أمور حسية كالحلية واللباس، والآلة، ومنها القلادة والقلائد، والمقاليد...

الكلمات المفتاحية

المعلم، المنهج، الضرب، التلقين، العولمة،العنف.