التراث
Volume 6, Numéro 2, Pages 145-157
2016-06-15

إشكالية التعاطي مع التراث في الخطاب الشعري العربي المعاصر

الكاتب : فرحات موساوي .

الملخص

تشكل قضية التراث تحديا حقيقيا على مستوى الموقف الفكري والتشكيل الجمالي أمام أدباء كل جيل ، ذلك أن الفهم الصحيح للتراث يعد أحد العوامل الأساسية التي تكشف عن مدى حرص الأديب على تحقيق مفهوم المعاصرة في تراثه. وفهم التفاعل مع التراث على أنه الأصالة بجوانبها المشرقة التي تطل برأسها على المستقبل هو إشارة إلى أن الحاضر لم يقطع صلته بالماضي. و ذلك ما يمثل للمبدع والمتلقي المنطلق لحدود المصطلح بعد استيعابه قراءة وتمثلا ويتحدد من خلال تعامله معه و مدى وعيه به و انتمائه إليه . وفي ظل الاهتمام والتأويلات " تنوعت المواقف (ذات الطابع الأيديولوجي) من التراث ومن فاعليته في التطور ومواكبة التقدم ومقارعة الواقع ، و في ثنايا المواقف تكمن حقيقة التراث المفهومية في شبكة علائقها الذهنية مع مفاهیم متقاربة أو متعارضة كالتقليد والأصالة والحداثة والمعاصرة وغيرها "، من الاصطلاحات التي يتحول من خلالها التراث إلى مستوى من الرؤية الانقسامية بين المواقف المعية أو الضدية " وداخل هذا الإزدواج التقابلي من تعدد التنويعات و الفروقات المنحازة إلى ضد أو مع "، في سياق لم يتجاوز في حالات كثيرة طابعه السجالي مع أن " المسألة لا تتعلق بأصالة أو معاصرة بتراث أو غرب ، اعتبارا من الثنائيات مضللة وسجالية بالمعنى السلي ، فجوهر المشكل يكمن في كيفية التفاعل وطريقته و الوعي الذي تنطلق منه في ممارسته له 1/ الموقف من التراث: کون التراث عطاء ذاتيا وإنسانيا لشخصيات دخلت التاريخ الأنما استطاعت أن تتحرر - ولو نسبيا- من قيود المجتمع والتاريخ ، وبما أن التراث هو شيء "حاضر فينا ومعنا" هو أقرب لأن يكون ذاتا منه إلى أن يكون موضوعا الأمر الذي يهدد بخطورة احتوائه له ، وكون التراث أيضا يمثل ذاتنا الثقافية ، ذاكرة الوعي واللاوعي، فهو يقع تحت نفوذ آليات التذكر والتخيل ، مما يقلص إمكانية التعامل العقلاني معه ، وإضفاء ما يكفي من المعقولية عليه). ثم أن التراث "ليس بضاعة تم إنتاجها دفعة واحدة خارج التاريخ ، بل هو جزء من التاريخ ، هو حركة الفكر وتطلعاته خلال مراحل معينة من التطور، وبالتالي فهو لحظات متتابعة ألغي بعضها بعضا ، أو كمله ن لحظات فكر يعكس الواقع ويعبر عنه فيه سلبا أو إيجابا" 5. وعليه نجد أنفسنا أمام إشكالية تحديد مفهومه في ظل المواقف المتباينة باعتباره "واحدا من أكثر المفاهيم تحريدا وإثارة اللبس والإمام ، فنحن لا نستخدم التراث استخداما واحدا ، إنما نستخدمه على أنحاء متعددة متفاوتة في الدقة والوضوح تارة "الماضي" بكل بساطة ، وتارة العقيدة الدينية نفسها ، وتارة الإسلام بر مته ، عقيدته وحضارته وتارة "التاريخ" بكل أبعاده ووجوه ..... ومنا من يتكلم اليوم على "موقف تراثي" أو على موقف "لا تراثي"، وعمن يؤمن بالتراث ، وعمق لا يؤمن بالتراث ، ويترتب على هذا الموقف أو ذاك جملة من الأحكام القيمية التي قد تتولد عنها مواقف اجتماعية أو سياسية غير حيادية.

الكلمات المفتاحية

التراث، الشعر، المعاصرة، التعامل، معالجة.