التراث
Volume 6, Numéro 2, Pages 101-113
2016-06-15

الرؤي الكلامية وأثرها في تهدد التوجيهات الدولية لحروف المعاني

الكاتب : خالد مرزوق . حبیب صافي .

الملخص

الحمد لله ذي الفضل والإمداد، والصلاة والسلام على أفصح ناطق بالضاد، سیدنا محمد أجل دال على الله وهاد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد: فلا يزال القرآن مستمر العطاء، تتعاقب عليه أفهام العلماء على اختلاف مشاركتهم و مذاهبهم؛ فيحتج به التحوي، وينهل منه البلاغي، ويتوقف عنده الفقيه والمتكلم، ويفيد منه المناظر والأديب، استشرافا لمنزلة العلم التي سجلها القرآن، واستترالا الجزيل المثوبة بالدلالة على مقاصد القرآن ومراميه، والكشف عن أسرار معانيه، واستخلاص دقائق معارفه، في طرائق متعددة ومناهج متنوعة. ومن ثم كانت عناية المفسرين بالمفردة القرآنية من جميع زواياها الدلالية، واهتموا اهتماما كبيرا بالتركيب النحوي وإضاءاته، وركزوا على الأساليب البيانية وعطائها الدلالي، فكان عملهم ذاك دالا على أنه لا سبيل إلى الاجتهاد في تفسير القرآن إلا يفهم اللغة فهما واعيا دقيقا. ولا شك في أن المتكلمين المسلمين هم من جملة من أمتازوا ببراعة التدقيق اللغوي معجما وتحوا وبلاغة، لاسيما في خدمة كل فريق منهم أصول مذهبه، وإبطال مقررات خصومه، فتتعدد عندئذ التوجيهات اللغوية لتعدد المقررات الكلامية والأصول الفكرية في مختلف مباحث علم العقيدة. فلكي ليتسنى للمطالع في تلكم التوجيهات اللغوية إدراك الخلفيات الفكرية والمذهبية التي بني عليها كل تأويل لغوي خاصة والحال أن كثيرا من الأساليب النحوية المتداولة لدى أرباب المقالات الكلامية في التوظيف العقدي للنصوص الشرعية تمر عليه ولا يدرك أبعادها العقدية لخفائها ودقتها- وددت أن أبين مدى العلاقة بين الترجيحات الدلالية لحروف المعاني مثلا والاختيارات العقدية من خلال رصيد لمواضع من نصوص القرآن فيما له تعلق بالحقائق الغيبية اليقينية. كما أن ما يحسن التأكيد عليه أيضا للمطالع ههنا هو أن المتكلمين وإن كانوا يجدون اللغة تسعفهم بحججها النحوية وغيرها في استكناه الدلالات داخل الألفاظ والتراكيب بما ينسجم وأصولهم الكلامية، فإنه كثيرا ما يفضي الإغراق في التأويل بما لا تطيقه اللغة بوجه من وجوه التكلف والتعسف إلى الاختلاف والتناقض في نظام الشريعة، ومن ثم انتقاء تحقیق مقصود الشارع من وضعه الأحكام عامة. سيما وأن المقصود من التأويل هو تطلب المعني بالنظر إلى ما تستحقه الألفاظ من الدلالة و البيان، وليس اعتقاد معاني ثم حمل ألفاظ النصوص عليها. ولتحصيل الغرض مما ذكرت آنفا فإنه يتعين علي أن أوجز العرض في بضع نقاط مشمولة بالإشارة إلى أبرز المصطلحات التي وسم کا عنوان هذه الدراسة الوجيزة، من حيث المفهوم والأهمية مثل؛ مصطلح ( الدلالة، وحروف المعاني)، أما المركب اللفظي ( الرؤى الكلامية) فبين معناه ومكشوف، والمتمثل باختصار في الرأي العقدي المتبني لدى كل فريق من الفرق الكلامية الإسلامية وهو يعمد إلى نص شرعي فيقوده كل فرد منه إلى مذهبه الذي يدعو إليه، ويرى أن له دلالة خاصة عليه. ثم يتجرد العمل الموالي لبيان تحكم الاختيارات العقدية في التوجيه الدلالي النحوي لحروف المعاني.

الكلمات المفتاحية

الكلام ، اللفظ، الدراسة، المكشوف، الأسلام.