التراث
Volume 5, Numéro 4, Pages 271-278
2015-12-15

العمارة بين الأصالة والمعاصرة

الكاتب : عطاء الله فشار . لخضر حشلافي .

الملخص

كانت هوية عمارة الشعوب واضحة وتعكس خصائص تلك الشعوب ومزاياه البيئية والاجتماعية .أما اليوم فإن الهوية قد تلاشت وذلك بفعل المفاهيم الغربية حيث غزت المباني العالية كافة مدننا فتكسرت أطواق الخصوصيات القطرية في العمارة مثلما تلاشت الخصوصية الذاتية في جوانب الحياة . فالمتأمل يلاحظ أن المباني الخرسانية وكتل المباني الشاهقة والشوارع الواسعة قد سيطرت على التفكير المعماري وليس على المستوى المحلي ، ولكن أيضا على المستوى العالمي فكانت النتيجة أن ذابت ملامح ومظاهر القيم العمرانية المحلية وسط هذا الطغيان حيث أصبح عطاء الغرب منهل تفكيرنا وقبلة توجهنا . ولكن هذه سنة الحياة و ناموس التطور فالشعوب والأمم تأخذ م ن بعضها البعض ، ولكن المريب والمدهش حقا هو أننا كشعب متلقي لم نعد قادرين على تحليل المعطيات الوافدة والتبصير کا بدقة لماذا هدف انتقاء النافع منها من اجل تحقيق الموازنة الصائبة بين المؤثرات الوافدة والموروثة م ع الاستفادة من كل إفرازات التقنيات والتطورات المعاصرة ودمجها مع تاريخنا الحضاري وذلك لإيجاد هوية معمارية خاصة بنا . يعد علم العمران بمثابة النافذة المفتوحة على حضارة الشعوب ويعتبر كأداة للتعبير الفكري و الثقافي و الحضاري كما يحدد إطار النمط الحياتي و كيفية تنميته من جميع النواحي ( الناحية الاجتماعية، الاقتصادية...)، " لكل مجتمع حضارته التي تتمثل في قيمة العليا والتي هي غاياته، أما المدينة فهي وسائله وتطبيقاته في واقع الحياة "(1) فالعمران والأسس العمرانية السليمة هي التي تستمد أصالتها من بيئتها فلكل مجتمع عاداته وتقاليده و بيئته الخاصة. وعلى غرار هذا بحد الدول النامية ومن بينها الجزائر، غالبا ما تعتمد على استيراد التشريعات العمرانية الغربية كوسيلة لحل مشاكلها العمرانية والمعمارية وهذا ما تحسده وسائل التهيئة و التعمير (p . d . a . ll - P . o . s والتي هي تصاميم تبلورت في بيئات وأوساط غريبة عن الحضارة الأصلية دون الأخذ بعين الاعتبار المقاييس العمرانية والمناخية الملائمة للتخطيط المجالي لكل منطقة. وإلا كيف يمكن تشوه الواجهات العمرانية واختلاط القديم بالحديث وظهر مدينتين في المدينة الواحدة ( مدينة قديمة، مدينة حديثة). الكل مدينة طابعها العمراني مما يجعلها تختلف عن بقية المدن، المقصود من الطابع الحضري هو مجموعة الصفات المركبة التي تميز مدينة أو مكانا بذاته، والتي تميزها في علاقتها مع الموقع والتاريخ، يساهم الطابع الحضري في تحديد هوية المدينة، ويسمح بتناول مسألة النوعية الحضرية و مميزاتها " ضياع هذه المميزات احدث الأزمة الحضرية الحالية".

الكلمات المفتاحية

العمارة، الأصالة، المعاصرة، البناء، الحضارة