اللّغة العربية
Volume 13, Numéro 2, Pages 145-164
2011-10-01

العلوم المعرفية وأثرها في النقد النصي في المغرب الأقصى

الكاتب : محمد بلقاسم . محمد بكــاي .

الملخص

يتميز المشهد النقدي في المغرب الأقصى بحضور كثيف وفاعل للّسانيات الحديثة بمختلف فروعها. وقد اتَّجهت الدراسات اللسانية المغربية المعاصرة إلى بحث الظواهر الاستعمالية والإنجازية (Performative) للغة متجاوزة الجوانب الشكلية والصورية إلى معاجلة أبعادها التداولية؛ وقد أقبل المغربيون على تتبع هذا الدرس الجديد وفحص ما يُنادي به من عُدَّة معرفية وآليات تحليلية للنص الأدبي. وقد أوضَحَت المقاربة التداولية أدبيةَ الخطاب وفنيتَه مُمِيطةً اللثام عن أسراره وخصوبته فزحزحت يقين النظريات البنيوية والوظيفية، وذلك لضيق مفاهيمها وعُقم جداولها وإفراط اختزالها، وكشفت عن أسرار التَّنغيم ورمزية الدلائل وتفاعل الـملفوظات (Les énoncés) المجازية مع فهم المتلقي وتأويله ، والاستراتيجيات النصية التي ينتقيها المُرسِل بغية تركيب النسيج الأدبي. لقد استثمرت المدارس النقدية الحديثة وخاصة في المغرب الأقصى التَّطورات الحاصلة في دراسة الجملة اللسانية بمستوياتها التركيبية والصوتية والدلالية. فقد تجاوزت الدراسات اللسانية الحديثة، من دي سوسير و بلومفيد إلى تشومسكي، دراسة "الـمعنى" في الجملة بسبب عدم إمكانية إخضاعه للدراسة العلمية الموضوعية كباقي العناصر الشكلية التركيبية للجملة. نستشفّ من ذلك أن موضوع التداولية ليس مستقلا عن اللسانيات ، أي دراسة المعنى التواصلي أو معنى المرسِل في كيفية قدرته على إفهام المرسَل إليه بدرجة تتجاوز معنى ما قاله؛ فالتداولية "علم جديد للتواصل الإنساني يدرس الظواهر اللغوية في مجال الاستعمال ويتعرف على القدرات الإنسانية للتواصل اللغوي" ومن هنا أتت التداولية باهتمام بارز لدراسة المعنى وهو في محيط القول أو سياق الكلام. أحدث ظهور التداولية تغييرًا كبيرًا في ميدان النقد الأدبي؛ ذلك أن التداولية تدعو إلى تغيير النظرة إلى النصوص؛ أي تحويل نظرة البنيوية التي ترى النص بنية مبتورة عن الفعل الملفوظي ، إلى نظرتها التي تدعو إلى دراسة النص في علاقته مع النشاط الـملفوظي (الكلام).

الكلمات المفتاحية

العلوم المعرفية؛ النقد النصي؛ المغرب الأقصى؛ التداولية؛ الخطلب