متون
Volume 2, Numéro 1, Pages 77-89
2009-11-01

الشِّعر العذري في ضوء القراءة النَّفسيَّة -يائيـَّّةُ قيسِ بنِ الملوَّح أنموذجا-

الكاتب : حاكمي لخضر .

الملخص

لا جرم أنَّ الشِّعرَ العذريَّ أضحى منذ أمدٍ الكاشفَ لأرْيحِيَّةِ النَّفس البشريَّة في تقلُّباتها الوجدانيّة ضمن ما صار يُعرف آنذاك بالحبِّ العذريّ؛ وهو حبٌّ سما عن المواصفات الغريزيّة، لِمَا استجدَّه من رؤيةٍ كونيَّةٍ قلبت بعضاً ممَّا حاكاه امرؤ القيس وعمرو بن كلثوم ، والأعشى قيس... وغيرهم من شعراء الجاهليَّة. و لا ريب من أنَّ نوستالجيا الشَّاعر العذري انعكست على البناء اللُّغوي الصِّرف، مثلما انعكست على التّركِيبة النفسيّة، ومردُّ كلّ ذلك إلى التمزّق النّفسي الذي لحق بروح العذري في فترة حكم بني أميّة. وعلى هذا الأساس، أردنا أن نستقصي بقدرٍ من التَّيسير بوادرَ الرُّؤية النَّفسيَّة العذريّة - ضمن مساربها المعقَّدة و المتماهاة في الوقت نفسه - وذلك عن طريق مساءلة النَّص الشِّعري العذري مساءلةً تستهدي في تحليلها ببعض الآليات النَّفسيَّة بُغيةَ كشفِ الحُجبٍ- ولو نسبيّاً- عمَّا بات يُعرف اليوم باسم: العُقد والأزمات النَّفسيَّة. ولذلك سنلجأ في قراءتنا إلى اعتناق الدَّاخل لكشفِ مسالك الخارج، أو بالأحرى قل: إنَّها قراءة استبطانيَّة تتعالق بمقرِّرات المدرسة النّفسيّة في تفسيراتها، وتكشف- في الآن ذاته- عن حيثيات السّلوك العذري انطلاقا من بعض الآليات النَّفسيّة ، والتي تُترجم سلوكات غير معتادة في لحظات من الزّمن، وما زمنيَّة الحبِّ العذري إلاَّ واحدةٌ من هاتيك الأزمنة التي مسَّها انشطارٌ غيرُ مألوفٍ في طابع الحبّ الذي ألِفَه العربي آنذاك. ولعلَّ ذاك أيضاً هو العشق اللاَّمنتظر في تلك الحقبة، باعتباره- فيما يرى أصحابه- تهذيب النَّفس من بواطن المُجون الذي أخلَّ بصفائِهِ ردحاً من الزَّمن.

الكلمات المفتاحية

الشعر ، العذري، قيس بن الملوح