الحوار الثقافي
Volume 2, Numéro 2, Pages 160-168
2013-09-21

الإساءة الأسرية وتأثيرها على الطفل الجانح في اكتساب السلوك العدواني

الكاتب : جناد عبدالوهاب . بوريشة جميلة .

الملخص

إن التقدم الهائل في العلوم والوسائل التكنولوجية وتغير الظروف الإقتصادية والعوامل الاجتماعية وتغير بنية الأسرة من حيث أدوارها ووظائفها، أدى الى التغيرات في العلاقات الإجتماعية والأخلاقية مما أفرز الكثير من المشكلات الإجتماعية الأخلاقية التي لم تكن موجودة من قبل وأخرى كانت موجودة و لكن زادت حدتها أضعافا كثيرة. فالمشكلات الاجتماعية هي أكثر الأشياء تأثيرا في الأسرة وعلاقة أفرادها ببعضهم البعض ، ومن بين هذه المشاكل الإجتماعية الجنوح الذي يعتبر من المشكلات القديمة التي زادت حدتها كثيرا في عصرنا هذا والتي مست خاصة الأطفال. فما نتناوله في دراستنا هذه موضوع الإساءة للطفل من طرف الوالدين، حيث يعد موضوع الغساءة للطفل من الموضوعات المهمة التي يتناولها الباحثون في العديد من المجالات: الدينية، الطبية، التربوية والقانونية، نظرا لأن هذه الإساءة من أهم المشكلات التي يمكن أن يعاني منها الطفل، فهي تؤثر على تكيفه النفسي وصحته النفسية حاضرا ومستقبلا، وتعد معوقا أمام تنمية المجتمع وتقدمه. ومشكلة الإساءة للطفل ظاهرة قديمة قدم الحياة الإنسانية، فقد تعرض الاطفال لمختلف أصناف الإساءة مثلهم مثل الكبار على الأقل في بعض الطبقات والفئات الاجتماعية، لكن الإساءة للطفل تصدرت اهتمامات الباحثين منذ سبعينيات القرن الماضي (حنان عبد الحميد العناني وآخرون، 2012، ص 220). كما تتفق العديد من الدراسات والبحوث على أن الإساءة الوالدية الجسدية والعاطفية للطفل أمر لا يمكن قبوله، فإهمال الأطفال وسبهم وازدراؤهم، وإجبارهم على التسول والعمل، وضربهم لتعتبر أنماط تربوية خاطئة تتنافى مع حقوق الإنسان والطفل في الرعاية والحماية، وتلحق أضرارا بالغة بالطفل (نفس المرجع السابق، ص 220). ومن هذا المنطلق نحاول معرفة أثر هذه الإساءة الوالدية على بعض الأطفال الجانحين في اكتساب السلوك العدواني. حيث تعد مشكلة جناح الأحداث (Juvenile-delinquency) من المشكلات النفسية والاجتماعية والإقتصادية الهامة التي تواجه الأسرة والمدرسة والمجتمع والتي تهم علماء الاجتماع وعلماء التربية؛ وتهمنا بصورة خاصة في دراسة علم النفس النمو والصحة النفسية والعلاج النفسي، ويبدو أن جناح الاحداث في تزايد يستوجب التدخل للوقاية والعلاج حتى يمكن تجنب الخسارة البشرية الناتجة عن هذه المشكلة (نجلاء نصر الله محمد خلاف، 2011، ص 515).

الكلمات المفتاحية

الإساءة الأسرية تأثير الطفل الجانح اكتساب السلوك العدواني