دراسات تاريخية
Volume 4, Numéro 1, Pages 105-122
2016-08-01

التناول التاريخي كما يراه الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله

الكاتب : بشير سعدوني .

الملخص

جرت العادة أن يكتب الناس عن الأدباء والمفكرين والمبدعين والعلماء بعد رحيلهم عن هذه الدنيا الفانية، فيصفون مناقبهم، ويتعرضون لأعمالهم وإنجازاتهم، تكريمًا وتمجيدًا لهم من جهة، واتخاذهم قدوة ونموذجًا يحتذى به بالنسبة إلى الأجيال الحاضرة والقادمة من جهة أخرى. وفي هذا الإطار حاولت جاهدًا، أن أكتب شيئًا ما عن شيخ المؤرخين الأستاذ الدكتور أبو القاسم سعد الله، لكنني وجدت نفسي في حيرة شديدة، إذ ماذا بإمكاني أن أقول عن هذا "العملاق" الموسوعة؟ وأي تخصص من تخصصاته العديدة والمتنوعة أتناوله، الذي قال عنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة: "كاتب موسوعي جمع في وطابه بين فنون القصة والمقالة، والشعر، والتحقيق، والترجمة لكبار أعلام الجزائر من الرحالة والعلماء والفقهاء، والتعريب والترجمة، والمقالات الصحفية، والتأليف الحر، والأبحاث التاريخية المختلفة..."(1). وقال عن نفسه: "... لا أدعي أني جمعت بين علوم الأرض، وبرعت فيها، ولكنني أدعي أنني أحبّ الشعر وأتذوقه، وتستهويني الموسيقى الجميلة الراقية، ولي أحكام نقدية على ما اقرأ من شعر ونثر، وأهوى التاريخ وسير الأمم والشعوب وصراعها من أجل البقاء باسم الحضارة والتقدم العقلي، واستعذب القراءة في هذه العلوم القديمة -الجديدة: علم النفس، والاجتماع، والفلسفة والسياسة"(2). وكان الشيخ البشير الإبراهيمي(3) قد أقرّ له منذ نصف قرن بشغفه بالبحث العلمي فقال عنه: "هو شغوف إلى حدّ الافتتان بالبحث عن الآثار الأدبية والعلمية لعلماء الجزائر في جميع العصور"(4). وقد اهتديت بعد طول تردد إلى أن أتناول التخصص الذي اشتهر به أكثر من غيره، وقضى جلّ سنوات عمره في التنقيب عن أغواره ومكامنه، باحثًا وكاتبًا، ومدرسًا ألا وهو علم التاريخ. أمّا الإشكالية المطروحة هنا فتتناول المحاور التالية: 1-واقع التناول التاريخي في الوطن العربي عامة، والجزائر خاصة. 2-الكتابة التاريخية من وجهة نظر أبي الـقاسم سعد الله. 3-المواصفات التي يجب أن يتحلّى بها المؤرخ. 4-هل هناك مدرسة تاريخية جزائرية؟

الكلمات المفتاحية

الكتابة . أعلام الجزائر . المؤرخين . أبو القاسم سعد الله