دراسات تاريخية
Volume 4, Numéro 1, Pages 63-82
2016-08-01

إدارة الفلاحة وتحديث الزراعة الاستعمارية بتونس

الكاتب : ناجي كشيدة .

الملخص

لا يختلف عاقلان في محورية الأرض كعامل إنجاح وعنصر تدعيم للمنظومة الاستعمارية في الآن ذاته. ولم تخرج الأراضي التونسية عن هذه القاعدة، حيث كانت هدفا سهلا في أغلب الأحيان للهجمة الاستيطانية منذ إرساء نظام الحماية سنة 1881 ويجوز الحديث حتى قبل ذلك التاريخ. اهتمام الفرنسيين بالأراضي التونسية كان واضحا وشاملا خاصة مع تبني سياسة الاستعمار الزراعي الرسمي منذ 1892 من خلال إرساء منظومة قانونية وتشريعية خاصة وجدّ ملائمة. رغبة استعمارية لم تغفل حتى المناطق الموجودة بالجنوب أو ما يعرف بأراضي التراب العسكري والتي يمكن الاستفادة منها وبالرغم من قلّة خصوبتها مقابل امتدادها الجغرافي فانّ الرغبة الاستعمارية كانت حاضرة للتوطين والاستغلال. 1-محورية الأراضي السياليّة بصفاقس: لمحة عامة يتكون المجال الجغرافي للمراقبة المدنية بصفاقس أساسا من قيادة جبنيانة شمالا وقيادة الصخيرة جنوبا والمركز الإداري صفاقس، وهي بذاك تمثل أهم مركز إداري في جنوب البلاد. كانت هذه المنطقة محل اهتمام الإداريين(1) والمعمّرين الفرنسيين لما تضمنته من إمكانيات فلاحيه يمكن استغلالها في الزراعات الملائمة لمناخ الجهة: جوهر الاهتمام تمثل في وجود سهول ممتدة بظهير مدينة صفاقس عرفت انتشارا لغراسة الأشجار المثمرة كالزيتون واللوز. هذه السهول هي ما اصطلح عليها بالأراضي السياليّة التي تمتد على مسافة تتراوح ما بين 60 و70 كم (2) حول صفاقس وقد تحدّث بعض الرحالة من الفرنسيين(3)عن وجود جنان حول أسوار المدينة ممتدة على قطر 12 كم مشجرة زياتين ولوز وغيرها. استمدت هذه الأراضي تسميتها من عائلة سيالة الصفاقسية والتي منحها إياها علي باي الثاني أواسط القرن الثامن عشر (1759) على سبيل الالتزام وكانت هذه العملية تتجدّد عند كل اعتلاء جديد للعرش الحسيني. لكن اضطراب أحوال الدولة عامة وتراجع موارد الخزينة إضافة إلى التغيّر الذي عرفته أهواء الحكام جعلت الباي محمّد الصادق (1859-1882) يسترجعها نهائيا سنة 1871 وتكون بذلك قد انطوت تحت لواء أملاك البايليك

الكلمات المفتاحية

الأرض .المنظومة الاستعمارية . نظام . الحماية . الاستيطان