قرطاس الدراسات الحضارية و الفكرية
Volume 8, Numéro 1, Pages 75-98
2020-01-24

الكتابات الدينية ودورها في صمود الإسلام في إسبانيا خلال القرنيين السادس والسابع عشر ميلاديين

الكاتب : دوبالي خديجة . كيوس شهرزاد .

الملخص

يعتبر التراث الفكري الديني الذي خلفه مسلمو اسبانيا مجالا واسعا للدراسات المعاصرة، وما أبهر المختصين في هذا المجال هي تلك القدرة التي تمتع بها هؤلاء في استعمالهم لغة ذات ثقافة مزدوجة خلدت الذاكرة الجماعية لهذه الأمة الشهيدة في زمن الاضطهاد والإرهاب الديني والفكري، وعبرت عن الشتات الذي عانوا منه، كما ترجمت المستوى الثقافي الذي بقي من الثقافة الأندلسية التي بدأ ينطفئ نورها بسقوط غرناطة سنة 897هـ/1492م. فقد ترك مسلمو إسبانيا ضمن سجلهم النثري، نتاجا فكريا، من خلاله حاولوا اثبات اصرارهم على تمحورهم حول ذاتهم الخاصة وتقوقعهم فيها؛ تشبثا منهم بهويتهم المهددة. فقد سبق أن ذكرنا، بأن الأدب الألخميادو قد استجاب في أصله إلى هذه الاستراتيجية التي أملتها عليه سياقات وجوده التاريخية، المتميزة باضطهاد السلطات الدينية والسياسية الإسبانية له ولأهله، ومراهنتها على اجتثاثهم عن هويتهم واستيعابهم في هويتها والقضاء المبرم عليهم. لذلك، حفل السجل المذكور بعدد هائل من التآليف التي عملت على مواجهة هذه السلطات لإنقاذ تلك الهوية والمحافظة عليها، موزعة فيما بين كتب تضمنت قصص الأنبياء والرسل، وأخرى قد حوت رحلات وأساطير ونبوءات مختلفة. وفضلا عما أشير إليه في الأسطر السابقة فقد أرجع كثير من الباحثين رواج اللغة الخيميادية في أوساط الجماعة المسلمة الى عدم اجادتهم اللغة العربية، غالبا بسبب ما تعرضت له من اجتثاث. ولهذه الأسباب ولأسباب اخرى انتشرت بين أجيالهم بعض الكتب السرية الدينية حتى يبقى صامدا أمام عمليـة التنصير الاجباري.

الكلمات المفتاحية

السلطات الاسبانية ; مسلمو اسبانيا ; اللغة; الدين; الصراع الفكري ; اللغة الألخميادية ; الانتاج الديني