اللّغة العربية
Volume 15, Numéro 1, Pages 73-100
2013-06-01

السيميائيات وأثرها في التواصل السياحي

الكاتب : بشيــر إبريــــــــــر .

الملخص

يتعلق الموضوع الذي سنتحدث عنه، بمسألة أساسية وهي: التخطيط اللغوي أو التهيئة اللسانية كما تُسمّى أحيانا Planification linguistique. تدل كلمة تخطيط على بناء استراتيجية مستقبلية أو إعداد خطة منهجية تتبناها مؤسسات الدولة والمجتمع، وتعمل على دعمها وتوفير الوسائل الخاصة بتحققها وجعل نفعها يعم على أفراد المجتمع ومؤسساته وتحقيق التواصل بينهم. ولابد أن يكون كل ذلك مبنيا على هدفٍ واضح ومحدد ينطلق من الواقع اللغوي والاجتماعي في مختلف أبعاده. ويندرج هذا الموضوع من ناحية أخرى ضمن الاهتمامات التي تدخل هي أيضا، في إطار العلاقة بين البحث العلمي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. فإذا اعتبرنا السياحة نسقا من أنساق الخطاب، فإن هذا النسق سيكون متعددا شاملا لعدة خطابات أخرى في منظومة المجتمع؛ فنُعِدُّه خطابا سياسيا وإعلاميا واقتصاديا ولغويا وثقافيا-اجتماعيا شاملا. وإذا نظرنا إليه من الناحية السيميائية فيمكن أن نعد السياحة نسقا سيميائيا دالا مركبا من كوْن إعلامي مُتفاعل بعضه ببعض، إن على مستوى النسق اللساني أو على مستوى النسق الأيقوني. وإذا كانت السيميائيات معرفة نظرية عالمة، فإن حاجتنا إليها هي أن ننزلها من عليائها ومن مستواها النظري المفتوح المجرد إلى مستواها الإجرائي التطبيقي العملي المرتبط بالحياة ومقتضياتها في الواقع الاجتماعي. ولعل هذا هو الذي نحتاجه من العلم، وهذا الذي ينقص علاقاتنا بالعلوم جميعا، فكيف نوظفها في قضاء حاجاتنا المختلفة والتعبير عن أغراضنا وحل مشكلات واقعنا. ونرى السيميائيات من المعارف والعلوم التي لها علاقة وُثقى بحياتنا في كثير من القضايا وفي كثير من القطاعات الاقتصادية والاستثمارية ومنها القطاع السياحي.

الكلمات المفتاحية

السيميائيات؛ التواصل؛ السياحة؛ التخطيط اللغوي