مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية
Volume 4, Numéro 7, Pages 117-126
2016-12-15

الفضاء العمومي الاتصالي:عندما تثور شبكة الانترنت:

الكاتب : لامية طـــــالة .

الملخص

في ظل الثورة الاتصالية الجديدة التي يعيشها العالم الآن، أصبحت شبكة الإنترنت ظاهرة واسعة الانتشار، ووسيلة اتصال وإعلام جديدة ومؤثرة، تربط سكان العالم بعضهم البعض، وتتميز بالسرعة الفائقة، والضخامة المتناهية، تعم كل جوانب حياتنا، توسع قدراتنا على التفكير، تضغط مقاييس الزمن، وتغير الطريقة التي نفكر بها، والطريقة التي نتحادث بها مع الآخرين، بل وما نقوله لهم. الأمر الذي جعل صانعي هذه الشبكة ومطوريها يقودون النظام العالمي الجديد، ويصوغون ثقافته، ويوجهون سياساته، ويتحكمون في اقتصادياته، مما يثير العديد من التساؤلات حول طبيعة تأثيرات شبكة الإنترنت أو الطريق السريع للمعلومات، على الأفراد والمجتمعات، بل وعلى وسائل الإعلام التقليدية ذاتها ومناهج دراساتها وطرق تحليلها، فالتأثيرات الإنسانية والاجتماعية أكثر أهمية من الوسيلة في حد ذاتها. كان بروز هذه المظاهر أو التجليات السلبية لدى مستخدمي تكنولوجيات الاتصال الدافع وراء إثارة نقاشات وجدالات واسعة بين الباحثين حول طبيعة هذه الوسائل وتأثيراتها، فمنهم من أنذر وحذر من مخاطرها وانعكاساتها السلبية على الأفراد والمجتمعات، ومنهم أيضا من نوه بايجابياتها وأكد أنها تيسر عملية التواصل الاجتماعي بين الأفراد، وتمكنهم من اختصار المسافات والفضاءات، وتعزز من إمكانيات الاتصال الإنساني، فتخلق فضاءات افتراضية لتواصل الأفراد، تكون لهم أمكنة يوتوبية بديلة للواقع الحقيقي، يتناقشون ويتحاورن فيها بكل حرية وديمقراطية، دون أن يكونوا مضطرين للخضوع لسطوة وسائل الإعلام التقليدية التي كثيرا ما كانت تحتكر فضاءات التواصل العمومي، وجعلتها في الغالب أدوات لممارسة توجيه الأفكار على حد تعبير هابرماس. فهل ستكون شبكة الانترنت بما تنقله من معلومات عبر الحدود كفيلة بإسقاط النظم الدكتاتورية والاستبدادية؟.

الكلمات المفتاحية

الانترنت والسياسة، الفضاء العمومي، الفضاء الاتصالي، المجال العام، يورغن هابرماس.