مجلة الدراسات الإسلامية
Volume 5, Numéro 8, Pages 243-284
2017-01-20

مميزات ومرجحات مذهب الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى

الكاتب : أ. عبد المالك نوي . أ.د. علي عزوز .

الملخص

كان الناس أولا قبل البعثة في ظلام دامس من الضلال والانحراف، ثم أدركتهم رحمة الله تعالى، فمنَّ عليهم ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، فانتشلهم من الجاهلية إلى الإسلام، ونقلهم من الظلمات إلى النور، وأتى بدين من عند الله تعالى، هو أوفى أديان البرية دينا، وأحسنها تشريعا، ولم يزل الدين يكمل شيئا فشيئا حتى توفي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل ما كان، فكملت بذلك النِّعمة، وتمَّت المنة: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي﴾ [المائدة: 3] ثمَّ تحمَّل الصحابة رضي الله عنهم بعده الأمانة، فنشروا الإسلام مشرقا ومغربا، وربَّوا جيلا مباركا بلغوا الدِّين إلى من بعدهم، وهذا الأمر باقٍّ في الأمة المحمدية المرحومة، إلى قيام الساعة. وكان من عيون أولئك الثلة المربين، الذين كانوا مشعل نور لأمتهم الأئمةُ الأربعة: أبو حنيفة النعمان الكوفي، ومالك بن أنس الأصبحي، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل الشيباني. عليهم الرحمة والرضوان. ورثوا النبي صل الله عليه وسلم، وما ورَّث النبي صلى الله عليه وسلم مالا ولا درهما، وإنا ورثوا علما، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر. وغير هؤلاء من العِلْيَة والأساطين كثير، على غرار السُّفيانين، والحمَّادين، وأبو عمرو الأوزاعي، والليث بن سعد، وابن جرير الطَّبري، وأبو بكر البيهقي، وخلق لا يحصون. ولكنها مذاهب أدبرت بإدبار أصحابها، فاندرست معالمها، واندثرت آثارها، إلا بقايا منها منثورة في بطون الأمهات والدواوين، ولكنها لا ترقى لأن تكون مذهبا قائما. ويأتي في أولئك هؤلاء الأجلَّة: النجم في سماء العلم، والغرَّة في جبين المعرفة، عالم المدينة، وإمام دار الهجرة، أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، الذي تربع مذهبه اليوم على الغرب الإسلامي بعامَّة. وما كان ليحظى بكل هذا القدر، وجميع هاته السعة من بلاد الإسلام لولا ما ميزه من خصائص وسمات، جعلت الناس يقبلون عليه، ويرضون به مذهبا ومرجعا. فما هي تلك السمات، والمرجحات التي كانت السبب والسِّر وراء ذاك الائتساء والانتماء؟ وهل هي واحدة أو متعددة؟ وهل هي راجعة إلى شيء واحد أو متعدد؟ فهذه الأسئلة هي التي قصدت إلى الإجابة عنها، والكشف عن جوابها من خلال هذا البحث الموجز. وقد أجمع العلماء على رياسته، وسيادته، والشهادة له الحفظ والإمامة في الدين. وهو من القلة القليلة الذين رزقوا في حياتهم وبعد مماتهم الشهرة والقبول، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم.

الكلمات المفتاحية

مميزات - مرجحات - مذهب - الإمام مالك بن أنس.