مجلة اللغة العربية وآدابها
Volume 3, Numéro 13, Pages 61-82
2015-12-01

مدى مساهمة البحوث السوسيولوجية في معالجة القضايا الاجتماعية - علم الاجتماع اللغة نموذجا -

الكاتب : ليلى محمد يسعد .

الملخص

عرفت النظرية السوسيولوجية تطورا بارزا منذ نشأة علم الاجتماع إلى يومنا هذا ، فقد استفاد هذا الأخير من تأثره وتأثيره بالعلوم الإنسانية الاخرى كعلم النفس والفلسفة والدراسات اللغوية خاصة مع ظهور العولمة وتحدياتها . إن أول من استعمل مصطلح السوسيولوجيا ( علم الاجتماع ) هو العالم الفرنسي " اوجست كونت " ، كما استعمل هذا المصطلح أيضا في انجلترا من طرف " جون ستوارت ميل " في الفترة التي عاش فيها " كونت " وظهر ذلك في كتابه "علم المنطق " الذي نشره عام 1843 وكان يطمح هذان المفكران إلى تخليص هذا العلم من الذاتية والنزاعات النفسية والأحكام القيمية ليصل إلى مقام العلوم الطبيعية . لذلك اتفق اغلب علماء الاجتماع إلى تعريف هذا العلم على انه العلم الذي يختص بكل ما هو إنساني و اجتماعي ، أي بكل ما يتعلق بالإنسان من الناحية الاجتماعية ، وكل ما يتعلق بالمجتمع من الناحية الإنسانية ، ويمكننا القول أن دور علم الاجتماع لا يقف عند الوصف الجاف للظواهر الاجتماعية والمشكلات المتنوعة التي يتخبط فيها الإنسان بل يهدف إلى فهم آليات الظاهرة والعوامل الباطنية التي تتحكم فيها من اجل التحكم فيها والتنبؤ بمستقبلها . كما اهتمت النظرية السوسيولوجية بعملية التغير الاجتماعي بغرض الوصول إلى قوانين جادة تتحكم فيه ، إلا أن اغلب البحوث والدراسات التي جاءت في هذا الصدد كانت غربية لا تمد لمجتمعاتنا العربية بأي صلة ، لذلك فقد ظهر بعض المفكرين العرب لينا دوا بضرورة مساهمة علماء الاجتماع العرب كغيرهم من العلماء الآخرين لنهوض بهذا العلم وتقديم الحلول وليس مجرد قراءة المشكلات الحادة التي تتخبط فيها الدول العربية ووصفها ، ومن اجل ذلك كان لابد من الدعوة لتأسيس علم اجتماع عربي عامة ومغاربي خاصة ، فالنظرية السوسيولوجية أصبحت ذات أهمية كبيرة بحيث أصبحنا لا نكاد نتصور عملا ما على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي دون أن يكون قد استند إلى دراسات سوسيولوجية . كما اهتم علم الاجتماع باللغة وهذا ما أدى إلى بروز علم قائم بذاته يتمثل في علم الاجتماع اللغوي .

الكلمات المفتاحية

النظرية – الفرد – التغير الاجتماعي - علم الاجتماع اللغوي