الآداب
Volume 16, Numéro 1, Pages 111-136
2016-12-23

المصطلحات والمفاهيم العروضية في معجم العين، إحصاء وتعليق

الكاتب : نجيب جحيش .

الملخص

حاولت في هذا المقال أن أكشف عن حجم المصطلحات العروضية التي يمكننا أن نحصل على شبه يقين بأنّ الخليل عرفها، ولو لم يكن عارفا بها لما ذكرها في معجم العين، وقد ألزمنا تطلُّب ذلك وابتغاؤه أن نؤكّد أولا على صحّة نسبة هذا المعجم اللغوي إلى الخليل، وانتهينا في ذلك إلى قناعة تقضي بأن الخليل هو صاحب العلم المبثوث في هذا المعجم، سواء أكان ذلك عن طريق تأليفه له، أو تلقينه إياه لأحد تلاميذه وهو اللّيث بن المظفّر، وقد شبّهنا حاله في ذلك بحاله مع سيبويه ومع علم النحو. أما مجموع المصطلحات التي عرفها الخليل وعرّفها في معجمه فإنه لا يرقى إلى مستوى ما طمحنا إليه، إذ لم يجاوز عددها الخمسة والثلاثين مصطلحا (طبعا باحتساب المصطلحات التي وردت في تضاعيف تعاريف المصطلحات الخمسة والعشرين التي أحصينا)، لأن منها تعريفات ضمنيّة استنبطناها من سياق الكلام، ومنها ما عرّفه الخليل صراحة، فجاء تعريفه موافقا لتعريفات العروضيين من بعده أحيانا، ومنها ما جاء مخالفا لها، بأن ورد غامضا غير مفهوم، ولذلك افترضنا أنه مفهوم تطوّر بعد الخليل، ومنها ما أرجعناه إلى خطإ محتمل في النقل أو النسخ، أو حتى في تقديرات المحقّقين الذين حقّقوا المعجم، وكل ذلك يحملنا على القول: إذا كان ما ورد في معجم الخليل من مصطلحات عروضية هو معظم ما عرفه فإننا نشكّك في صحة نسبة هذا الزخم الاصطلاحي الذي يتمتّع به العروض في العصر الحاضر إلى الخليل، والذي كان مبعث شكوى وتذمر لدى كثير من دارسي العروض في القديم والحديث. وإن كان ما ورد في معجم العين لا يمثل إلا حظا ضئيلا مما عرفه الخليل من مصطلحات عروضية، فالسؤال حينئذ هو: لماذا صدف الخليل عن الاعتناء بالدلالات العروضية للكلمات التي شرحها، وقد كان ذلك متوقَّعا منه لأنه سيكون شديد الاحتفال بها، لأنّها ببساطة من مبتدعاته؟

الكلمات المفتاحية

المصطلحات، المفاهيم، العروض، معجم العين