مقاليد
Volume 2, Numéro 3, Pages 61-74
2012-12-31

ميكـانيـزمـات الاشـتغـال الذهنـي في فهم وتـأويل الخِطاب - مقاربة معرفية تداولية -

الكاتب : محمد بلقاسم . محـمد بـكـأي .

الملخص

نتجت العلوم المعرفية (Les sciences cognitives) عن التطورات الهائلة المكتشفة في ميادين الذكاء الاصطناعي واللسانيات وعلم النفس المعرفي والعلوم العصبية وفلسفة العقل وغيرها من مجالات المعرفة. وهذه الميادين تلتقي في دائرة البحث عن تفسيراتٍ لقدرة العقل الإنساني ونشاط الدماغ واشتغاله، كما تبحث أيضا عن وصفٍ منهجي للسَّـيرورات العقلية العاملة على مستوى الأنظمة الحية وكذلك دراسة الآليات العصبية المنظمة والفاعِلة على مستوى الدماغ والتعبير عن هذه الأوصاف المجردة بصيغ البنية والوظيفة والمضمون[1]. أو بعبارة أخرى: هي تبحث في طبيعة المعرفة ومما تتألف. وعلى الرغم من اشتراك هذه العلوم في بُعد معرفي واحد، إلاّ أنه يُمكن تقسيمها إلى مجموعات رئيسية؛ كل واحدة منها تتضمن برنامجا اشتغاليا معينا، ويُدرَج الاستدلال أو العمليات المعرفية العُليا ضمن اهتمامات الفلسفة وعلم النفس واللسانيات، أما العمليات الحية والإدراكية أو العمليات المعرفية الدّنيا فهي من مجموع أعمال العلوم العصبية والفيزياء والرياضيات، وما ضمّ الآفاق الصُّورية والاشتغال التطبيقي على قدرات الآلة والمواد التكنولوجية فهو من اختصاص الدّرس المعلوماتي والذكاء الاصطناعي. ونجد من التيارات المعرفية ما تعمّق في دراسة معالجة المعلومات سواء الرمزية منها أو غيرها؛ وذلك بتناولها على مستوى التّمثُّلات المعرفية، ومن خلال عمليات الفهم والاستدلال والتأويل. تأخذ العلوم المعرفية على عاتقها دراسة وتحليل أشكال الاشتغال المعرفي للعقل الإنساني إلى جانب إعطاء أهمية للاستبطان (introspection) لكونه طريقة تُفيد في الكشف عن عدد من الوقائع التي لها حضور معين في هذا الاشتغال. وبذلك تُسجّل العودة إلى اهتمامات مؤسّسي علم النفس خلال أواخر القرن 19مـ، خاصة فيما يتعلّق من ذلك بالنشاط الذهني[2].

الكلمات المفتاحية

ميكـانيـزمـات الاشـتغـال الذهنـي