مقاليد
Volume 1, Numéro 2, Pages 164-172
2011-12-31

مصطلحا الشعرية والأدبية في سياق المقارنية والعالمية

الكاتب : عيسى بريهمات .

الملخص

معرفة المصطلح هي اللازم المحتم والمهم المقدم لعموم الحاجة إليه واقتصار القاصر عليه أحمد بن علي القلقشندي صبح الأعشى في صناعة الإنشاء هذه المقاربة وهي تتقصى و تمتحن المصطلحات الأساسية – الشعرية والأدبية – في إطار أعم (الجمالية) ترى بما لا يدع مجال للشك أن المصطلحات النقدية هي بمثابة معدات وأدوات جراحية فائقة الحساسية ،تُنتدبُ لمعالجة النصوص والخطابات الأدبية ،وتؤسس الأرضية لممارسة نقدية سليمة ومحكمة . فليحذرْ المتوَسلون بالمصطلحات حَدَّها وحرفها الحافيين ، وعليهم سنها وطرقها وتهذيبها من الشوائب في كل مرحلة تاريخية ،وذلك لتحفيز عبقرية النصوص ،والمحافظة على ذوقها وأدبيتها ،والدفع بها إلى النجاعة . يجب اتقاء حـدود المصطلحات والحيلولة دون أن تصبح ربـماأداة إعاقة أو شلل يأتي على فاعلية وشعرية نصوصنا العربية. من مسلمات النقد الأساسية فهم المصطلحات والمفاهيم، لكونها مفاتيح العلوم والمعارف. إن المفهوم هو المعنى الذي ينقل إلى الذهن بواسطة مصطلح معين، مما يجعله، من ثم، خزانا لمجموعة من المقولات الأساسية التي توظفها النظريات الشعرية مع العلم أن الضرورة تقتضي فهم هذه المسألة من زاوية النظر إلى علاقة المفهوم، أو المصطلح،بواقع وسياقات نصوصنا الإبداعية. والناقد المتتبع لإشكالية المصطلحات والمفاهيم يلاحظ أنها ليست حالة مفردة ،بل ظاهرة متواسعة تفاقمت مع المثاقفة والإنإخاذ بالآخر على الخصوص في الكتابات ذات النزوع التغريبي والتي لا ترى الحل إلا في اقتراض واستعارة ما عند الآخر من مفاهيم ومصطلحات ونظريات ...متناسين اختلاف التجربة التاريخية والفروق الحضارية والتفاوت الثقافي الذي لا يسمح حتى بالمقارنة بين الأنا والآخر بل تصبح المقارنة منافية بل ومجافية للحجة تأسيسا على أرضية كتاب المقارن الفرنسي "روني إتيونبل" «Comparaison n’est pas raison» "المقارنة ليست حجة" . و من أبرز المصطلحات والمفاهيم التي نرى ضرورة إعادة تصحيح الأفهام بخصوصها، مفهوما " الشعرية والأدبية"، لما حملا من تأويلات وتفسيرات، جافت إطارهما الصحيح،وابتعدت أحيانا عن جادة الصواب. شَكَّل الاشتغال بالشعرية ، على مر العصور والحضارات، مجالا رحبا تدافعت وتنافست فيه البحوث والدراسات ،ولا عجب في هذا لأن الصلة بين الشعرية والأدبية وثيقة وعضوية .وقد عُرفت هذه الصلة منذ أمد بعيد ينتهي إلى عهد أرسطو وكتابه "فن الشعر" أو الشعرية. والراصد لحركة النقد يستشعر الأزمة المصطلحية بسبب اجتراح ترجمات عديدة لمصطلح غربي واحد Poétique مثلا ومفاهيم عديدة لمصطلح واحد ومصطلحات عديدة لمفهوم واحد كلها ساهمت في تضخم لغوي وإسهال نقدي. وليس هذا فحسب بل سبب الأزمة قد يعود كذلك إلى تعدد المنطلقات والمرجعيات واستدعاء الروافد المصطلحية الأجنبية المؤسسة على خلفيات تجارب حضارية ومذاهب أدبية واتجاهات نقدية غريبة عن ثقافتنا ومجتمعاتنا.بالإضافة لهذا يؤخذ عليها أنها لا ترتبط بتجربة الإنسان العربي ولا بموروثه الهرمي التدرجي .أما تكريس وتعميم التجربة الأوروبية ورفعها إلى درجة النموذج فيفضي إلى جعل كل ما هو غير أوروبي هامشيا وثانويا، بما فيه منظومة المصطلحات النقدية العربية.

الكلمات المفتاحية

مصطلحا الشعرية . الأدبية في سياق المقارنية . العالمية