مقاليد
Volume 1, Numéro 2, Pages 113-116
2011-12-31

الأدب النسوي بين المركزية والتهميش

الكاتب : سليمة خليل . هنية مشقوق .

الملخص

المركز والهامش ثنائية ضدية تكرس الأول وتهمش وتلغي الآخر ، وإذا بحثنا فإننا سنجد أن هذه الثنائية تجمع بين شيئين تكونت بينهما علاقة ضدية تنافرية شبيهة بالصراع الأزلي بين الذات والآخر. فأما المركز ؛فهو النموذج الأمثل والمكتمل الذي يحتذى به، لهذا فهو "يحظي بالرعاية السامية فتقام له المهرجانات والأماسي ويدرج في المناهج التربوية وإجمالا؛ هو الأدب الرسمي المتداول ( ).أما الهامش فيطلق على كل أدب منبوذ متمرد ومتجاوز لسلطة المركز ، وقد شاع تعبير أدب الهامش / المهمشين في السنوات الأخيرة شيوعا واسعا ، لذلك انتشرت فكرة التهميش منطلقة من ديناميكية التخلي والنبذ و"ينبغي الإقرار بصعوبة تحديد مفهوم جامع لـ " أدب الهامش" لتعدد جوانب هذا الهامش ( الهامش الاجتماعي والهامش السياسي والهامش الثقافي والهامش الديني والهامش الإيديولوجي"( ) إلا أنه يمكن إيراد عديد التعريفات، فهو في أبسط معانيه الأدب المتجاوز للمألوف، والمتمرد على التقاليد الفنية السائدة، وعرفه أحد الكتاب المغاربة في قوله " هو كل أدب لا يعترف بالقوالب الجاهزة التي يفرضها لوبي الثقافة في بلادنا سواء على مستوى معالجة المواضيع والإشكاليات الراهنة التي تفرض نفسها على المبدع أو على مستوى تقنيات الكتابة الإبداعية ذاتها فيخرج المبدع عن الأعراف والتقاليد السائدة في الكتابة( ) ومن هنا بات كل خروج عن المألوف يتحدى سلطة الكتابة أدبا هامشيا ؛ والسلطة هنا كما أشار لها الناقد جابر عصفور " ليست سلطة الدولة ولكنها سلطة الكتابة الكلاسيكية الرومانسية التقليدية فكل كتابة إبداعية تخرج عن النسق المألوف تعتبر كتابة هامشية" ( ) والتي تحمل معنى الأدب المتمرد ، وبناء على ذلك عد البعض الشعر الحداثي أدبا هامشيا لخروجه عن السائد الشعري التقليدي ، كما عدّ شعر الصعاليك من أدب الهامش لخروهم عن المؤسسة الاجتماعية وقد انعكس هذا التمرد على أدبهم . من هذا المنظور أدخل الأدب النسوي خانة أدب الهامش لجملة من الاعتبارات ، كون أن الأدب النسوي ، يشير آليا إلى آخر رجالي والذي يشير بدوره إلى وجود خصوصية واختلاف في طرق التفكير وبالتالي في الكتابة والطرح ومن ثمة تعددت الآراء وتضاربت بخصوص هذا الأدب؛ بين مؤيد جعل من ذلك الاختلاف والمغايرة ضرورة إبداعية قد تكسب مشروعية وهوية هذا الأدب وبإزالة تلك الفوارق يفقد هذا الأدب هويته وكيانه. ومعارض جرد الأدب النسوي مشروعيته وأحقيته في الكتابة والإبداع ، لأنه تجرأ على كسر أعراف وطقوس سنتها المؤسسة الاجتماعية وتحديدا الذكورية ذلك " أن انتقال المرأة إلى مستوى انتزاع بعض شروط الكتابة من الرجل عن ذاتها وعن اختلافها بدون وصاية أو ارتهان... يدخل ضمن صراع القوى" ( ) وكأنّ المرأة بفعل الكتابة قد أخذت حقا ليس لها، بل هناك من عدّ فعل الكتابة والإبداع لدى المرأة من باب الخطيئة ، فإن تكتب المرأة معنى ذلك أن تعبر وتتكلم وتقول أي؛ أن تفعل وبالتالي تستطيع أن تنافس الرجل في سلطة بناها وفق منطقه ومقاييسه ، ومن وراء هذه الخلفية تكوّنت لديه مجموعة من الآراء والتهم فيقرأ النص النسوي كرافض لما كُتِبَ لا كمرحب للإبداع. ولم يأت تهميش الأدب النسائي تهميشا اعتباطيا ، وإنما استند إلى اعتبارات و خلفيات، منها ما يتعلق بالمصطلح ومنها ما يتعلق بالتركيب البيولوجي للمرأة والرجل ومنهم من همش هذا الأدب لمجرد أن كاتبته امرأة.

الكلمات المفتاحية

الأدب النسوي بين المركزية والتهميش