مقاليد
Volume 1, Numéro 2, Pages 81-96
2011-12-31

النص الشعري بين النقد السياقي والنقد النسقي قراءة في إشكالية المنهج في النقد العربي المعاصر

الكاتب : عبد الحميد هيـمة .

الملخص

في البداية أقول إن قضية قراءة النص الشعري ليست قضية جديدة في النقد العربي، بل هي قضية قديمة تعود إلى بدايات النقد العربي. وكلنا يذكر مقولة أبي تمام عندما سئل: لم لا تقول ما يفهم؟ فقال: لما لا تفهمون ما أقول! كما نحفظ أيضا قول أبي الطيب المتنبي في وصف شعره: أنام ملئ جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم وقد ازدادت هذه الإشكالية مع الشعر الحديث، وغدت أكثر تعقيدا فلم يعد النص الشعري مجرد بستان وارف الظلال يقصده المرء طلبا للراحة والاستجمام، وإنما أصبح هماً مؤرقا، وأصبحت عملية قراءة النص عملية شاقة تحتاج إلى قارئ حاذق مزود "بأسلحة الفن" كما قال الناقد الجزائري المرحوم (محمد مصايف) قارئ لا يكتفي باستهلاك النص وإنما يساهم في عملية إنتاجه، وقد أخذت هذه الإشكالية حيزاً كبيراً من اهتمام النقاد والدارسين منذ فجر النهضة العربية الحديثة، وإلى يومنا هذا، ولكن على الرغم من الجهود المبذولة من طرف النقاد في مجال قراءة النص الإبداعي (الشعري) فإنه لا يزال لغزاً محيرا لأي باحث يروم مواجهة هذا العالم المليء بالسحر والفتنة والغرابة، حيث يبقى النص ذا وجود عائم غير محدد يلقيه مبدعه (شارداً) ويسهر النقاد جراه ويختصم على حد تعبير المتنبي. وهذه الدراسة تسعى إلى البحث في إشكالية المنهج في قراءة النص الشعري ، وتحاول الإجابة عن جملة من الأسئلة التي تطرح في هذا المجال مثل: س) كيف نقرأ النص الشعري؟ وما هي الأدوات الإجرائية التي تستطيع أن تفك رموزه، وتكشف شفرته؟ ما هي المناهج العلمية المناسبة والقادرة على الوصول إلى جوهر العملية الإبداعية؟ ثم ما مدى وعي القارئ بأهمية المنهج؟ أو ما مدى وضوح هذه المسألة في الممارسة النقدية لديه؟ ثم هل استطعنا أن نكون هذا القارئ الجديد الذي يمتلك المنهج العلمي الصحيح، والقادر على قراءة النص الشعري بأدوات نقدية جديدة بدلا من الآليات التقليدية التي تنظر إلى العمل الأدبي نظرة جزئية أو مسطحة فيها الكثير من المجانية والتبسيط في حين نجد أن الدراسات الحديثة تبدو ذات سمات معقدة أو مركبة، وتعتمد على معايير علمية وآليات دقيقة؟ هذه الأسئلة وغيرها تفرض نفسها على كل باحث بشكل أو بآخر وهي أسئلة مشروعة تكشف عن المأزق الخطير الذي قد يقع فيه الناقد بسبب هذا الانفجار النقدي الكبير، وتعدد المناهج وعدم استقرارها.

الكلمات المفتاحية

النص الشعري. النقد السياقي .النقد النسقي